أعاد موسم جني فاكهة الأفوكادو من الضيعات المتخصصة في زراعتها بالمغرب، إلى الواجهة إشكالية “استنزاف” هذه الزراعة للمياه، بعدما خلقت في الشهور الأخيرة جدلا واسعا بين مختلف الفعاليات السياسية والاقتصادية والمدنية، وسط دعوات بإعادة النظر في السياسة الفلاحية من قبل الأجهزة الوصية عن القطاع.
ومن المنتظر أن يسجل خلال هذا الموسم الفلاحي، رقم قياسي جديد في كمية إنتاج الأفوكادو، وفق مهنيين، حيث سيصل المعدل الإجمالي للإنتاج ما بين 80 و90 ألف طن، سيكون أغلبه موجه للتصدير، الأمر الذي دفع مجموعة من الخبراء والمختصين في ميدان الماء والفلاحة إلى إعادة دق جرس التحذير من تصدير الموارد المائية في قالب المنتجات الفلاحية.
المهندس محمد بنعبو، الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، أكد أن “الإشكال الحقيقي الذي تعرفه المملكة المغربية من ناحية الموارد المائية غير مرتبط بزراعة الأفوكادو وحدها، لأن هناك مجموعة من المنتجات الفلاحية كالطماطم والبطيخ تتطلب نسب عالية من المياه”.
وأضاف بنعبو، أن “مجموعة من المناطق داخل المغرب تعيش على وقع الجفاف في الفرشات المائية، وذلك بسبب بعض الزراعات التي أدت إلى انخفاض منسوب المياه، وهذا دليل على أن الأفوكادو ليست وحدها التي تؤدي إلى حدوث ظاهرة الإجهاد المائي”.
وتابع المتحدث عينه أن “على المسؤولين إعادة النظر في السياسة الفلاحية للبلاد، حيث تستهلك أكثر من 85 في المائة من المخزون المائي للمغرب، وهذا بحد ذاته يعتبر إشكالا حقيقيا يواجه المغرب في السنوات الأخيرة”.
واعتبر الخبير في المناخ والتنمية المستدامة أنه إلى “جانب القطاع الفلاحي هناك قطاعات أخرى تستنزف الموارد المائية كقطاعي الصناعة والسياحة أيضا”، مردفا أن “على الدولة التركيز خاصة في هذه الظرفية على المشاريع المخصصة لمواجهة إشكالية الاجهاد المائي”.