سجلت درجات الحرارة، اليوم ارتفاعا مهما في عدد من أقاليم وجهات المملكة تجاوز حاجز الـ40 درجة مئوية، وتتوقع المديرية العامة للأرصاد الجوية أن تصل الحرارة في بعض المناطق إلى 47 درجة، وستمتد هذه الموجة إلى غاية يوم الجمعة، الأمر الذي يمكن أن تكون له تداعيات سلبية على المناطق المعنية بها وساكنتها.
موجة الحرارة المرتقب أن تشمل أقاليم وسط وشرق وجنوب البلاد، تتطلب الحذر في التعامل معها، خصوصا وأن الوضع المائي والمناخي لهذه المناطق لا يحتمل المزيد من الضغط الإضافي الذي تشكله درجات الحرارة المرتفعة على استهلاك الماء وتزايد الطلب عليه.
عبد الرحيم هندوف، خبير في تدبير الموارد المائية والبيئة، اعتبر أن درجات الحرارة عندما ترتفع “يكون لها تأثير سلبي على مستويات عدة”، إذ تزيد معدل استهلاك الماء بالبلاد.
محتوى اعلاني
وقال هندوف إن ارتفاع الحرارة يتطلب كميات مياه أكثر، الأمر الذي سينعكس ويؤثر على الموارد المائية التي هي في الأصل محدودة، كما سيؤثر سلبا على بعض الزراعات التي لها حد أقصى للتحمل بشأن درجات الحرارة، وأغلبية النباتات لا تتحمل درجات حرارة مرتفعة، وهذا سيؤثر بالتالي على المردودية والجودة.
وسجل الخبير ذاته أن الحرارة المرتقبة ستؤثر على أصناف عدة من الفواكه والأشجار المثمرة، من خلال تراجع مستوى جودتها والنقص في المنتوج، مؤكدا أن هذا الوضع يحتاج إلى “الابتكار واستخدام الري بالرذاذ الذي يخفف من حدة الحرارة ويوفر أجواء رطبة”.
إقرأ ايضاً
من جهته، قال محمد بنعبو، خبير في البيئة والمناخ، إنه “كلما جاءت موجة حرارة كان تأثيرها مباشرا على المنظومات البيئية الأكثر هشاشة، وفي مقدمتها المنظومات الغابوية”، لافتا إلى أنه “عندما نسجل نشرات إنذارية بخصوص ارتفاع درجات الحرارة، تكون هناك نشرات إنذارية تهم تحيين خريطة اليقظة فيما يخص حرائق الغابات”.
وأوضح بنعبو، أن “المغرب كسائر بلدان البحر الأبيض المتوسط، يخسر كل سنة آلاف الهكتارات من الغابات، وهذا هو الأثر المباشر لموجات الحرارة على المنظومات الغابوية الهشة”.
وأكد أن من أبرز تداعيات موجات الحرارة على المغرب “تبخر المياه”، إذ إنه بعد توالي سنوات الجفاف، تفاقم موجات الحرارة العجز، مشددا على أن المغرب يفقد يوميا من 1 إلى 1.5 مليون متر مكعب كلما فاقت درجات الحرارة 40 درجة مئوية، مشيرا إلى أنه “كل عام نرى تفاقم الوضع وأزمة السدود والتراجع المستمر على مستوى حقينتها وتأزم الوضع المائي”.