في وقت تعاني فيه المملكة المغربية من تداعيات التغير المناخي والجفاف المتواصل، يشكل تطوير بذور مقاومة للجفاف وذات مردودية عالية جزءًا من الجهود الحثيثة لمواجهة تحديات الزراعة وضمان الأمن الغذائي. وفي تقرير نشرته وكالة الصحافة الفرنسية، تم تسليط الضوء على الجهود البارزة التي يقوم بها علماء الزراعة والمزارعون في المغرب لتطوير هذه البذور الحيوية.
تحدث وولتاو تاديسي ديغو، عالم الزراعة، بفخر عن “سنابل قمح جملية” تغطي حقول الاختبار في المغرب، والتي تعتبر أملاً جديدًا في مواجهة التحديات الزراعية والجفاف المستمر. يمتد الحقل التجريبي على مساحة 120 هكتار في قرية مرشوش الصغيرة، وهو جزء من المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، حيث يتم تطوير بذور مقاومة للجفاف وذات مردودية عالية.
ويتميز هذا الحقل ببساتين القمح والشعير الخضراء، التي تشكل صورة مشجعة ومناقضة للواقع الزراعي الحالي الذي يتأثر بشكل كبير بالجفاف وتراجع الأمطار. تراجعت المساحة المزروعة بالحبوب في المغرب بشكل ملحوظ، مما يجعل تطوير البذور المقاومة للجفاف أمرًا حيويًا لضمان استمرارية الإنتاج الزراعي وتحقيق محاصيل مرتفعة.
وبفضل البذور المطورة، تم تحقيق مردودية ملحوظة، حيث بلغ محصول القمح 4 أطنان لكل هكتار في قرية مرشوش، بينما ارتفع محصول الشعير من 1.5 طن إلى 2 طن لكل هكتار. هذه النتائج المشجعة تبرز قدرة البذور المقاومة للجفاف على التكيف مع الظروف القاسية وتحقيق محاصيل ذات جودة وكميات عالية.
إقرأ ايضاً
وعلى الرغم من هذه الإنجازات، يواجه قطاع تطوير البذور في المغرب تحديات في مجال التسويق والتوزيع. تعتبر منظومة التسويق غير كافية لتوفير البذور المطورة للمزارعين، مما يحتاج إلى مزيد من التحسين والاهتمام من القطاع الخاص والجهات المعنية.
وتعد هذه الجهود المبذولة في تطوير البذور المقاومة للجفاف في المغرب خطوة مهمة نحو تعزيز الاستدامة الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي، وتظهر الإمكانيات الهائلة التي يمكن أن تسهم في تحسين الإنتاجية الزراعية ومواجهة التحديات البيئية والمناخية.
