عادت ظاهرة انقطاع العديد من الأدوية من الصيدليات إلى الواجهة، خاصة بعد الجدل الذي خلفه مؤخرا انقطاع دواء «الداكتون»، المخصص لمرضى القلب وإزالة الماء الزائد من الجسم.
وتابعت يومية «الأخبار»، في عددها الصادر ليوم الخميس 14 نونبر 2024، هذا الموضوع، مشيرة إلى أنه تم تسجيل، خلال سنة 2023، انقطاع 400 نوع دواء من الصيدليات، 50 في المائة منها تنتجها شركات في وضعية احتكار، وفق أرقام سابقة لوزارة الصحة، والتي كانت قد أشارت إلى أن المضادات الحيوية توجد على رأس الأدوية الأكثر انقطاعا بنسبة 30 في المائة، ثم أدوية علاج داء السرطان بنسبة 20 في المائة.
وأوضحت اليومية، في مقالها، أن محمد الحبابي، رئيس كونفدرالية نقابات الصيادلة في المغرب، ذكر أن عددا من الصيدليات سجلت فقدان الدواء المخصص لمرضى القلب والشرايين، وهو الدواء الذي يستعمله مرضى القلب بشكل أساسي، مضيفا، في تصريح هاتفي، أن الكونفدرالية راسلت الوزارة الوصية من أجل الترخيص باستعمال الأدوية الجنيسة في حال انقطاع أحد الأدوية الأصلية، ومبينا أنه لم تتوصل الهيئة بجواب من الوزارة.
واعتبر المسؤول النقابي أن «فقدان أدوية ضرورية، مثل الدواء المخصص لمرضى القلب الذين أجروا عمليات على إحدى الصمامات، وهو مضاد للتجلط، قد يشكل تهديدا كبيرا لحياة هؤلاء المرضى، لكون هذا الدواء لا يوجد له بديل، ويرافق هؤلاء المرضى طيلة حياتهم، كما لا يمكن الاستغناء عنه».
إقرأ ايضاً
وأورد مقال «الأخبار» أن النائبة حياة لعرايش عن الفريق الاشتراكي – المعارضة الاتحادية، وجهت سؤالاً برلمانيا إلى وزير الصحة، أمين التهراوي، حول الأسباب التي تقف وراء أزمة نقص أدوية القلب والشرايين والسرطان، والسبل المتبعة لتوفيرها، مؤكدةً، في سؤالها، خطورة الوضع، ومشيرة إلى أن نقص هذه الأدوية الحيوية يهدد حياة المرضى بشكل مباشر، خصوصا أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والشرايين، وكذلك مرضى السرطان الذين يعتمدون بشكل كبير على الأدوية المتخصصة، ومضيفة أن انقطاع الأدوية يفاقم معاناتهم الصحية، حيث يؤثر غيابها على استقرار حالتهم الصحية وقد يؤدي إلى تفاقم الأمراض، ما يشكل تهديدا حقيقيا لحياتهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن النائبة تساءلت عن الأسباب التي تقف وراء نقص الأدوية الحيوية فى الصيدليات، خاصة تلك المتعلقة بالقلب والشرايين والسرطان، والإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة لضمان توفير هذه الأدوية بشكل مستمر في السوق، وكذا عن مدى استعداد الوزارة لمواجهة هذا التحدي، وتحقيق استقرار في توريد الأدوية في وقت يعاني فيه مواطنون من صعوبة في الحصول على الأدوية الأساسية.