تعيش الثانوية الإعدادية رأس الماء بإقليم الناظور على وقع تهديد يومي بسبب سور متهالك يطوق بناية مهجورة تعود للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لملوية ببركان. هذا السور بات مصدر قلق حقيقي، نظرًا لخطورته المتزايدة التي قد تتسبب في كارثة غير متوقعة في أي لحظة.
هذه المشكلة لا تمس فقط التلاميذ الذين يواجهون الخطر بشكل مباشر خلال وصولهم إلى المؤسسة والخروج منها، بل تتعدى ذلك لتشمل أولياء أمورهم وسكان المنطقة بأسرها. أصوات الاستغاثة والنداءات المتكررة إلى السلطات المحلية تعكس مدى القلق من استمرار الوضع، لا سيما مع تصاعد احتمالات انهيار الجدار في أي وقت.
صور حديثة للمنطقة تكشف عن حالة السور، الذي تحول إلى رمز للإهمال بتصدعاته البارزة واهترائه الواضح. أهالي المنطقة يتساءلون بإحباط عن سبب غياب تدابير الإصلاح، في ظل ما يعتبرونه تقصيرًا واضحًا من الجهات المعنية.
لكن الخطر البنيوي ليس إلا جزءًا من المشكلة. المبنى المهجور الذي يحاصره السور أصبح مصدرًا لسلوكيات غير أخلاقية واستغلال غير مشروع، حيث يتسلل بعض التلاميذ عبر فتحات الجدار للتواجد داخله بعيدًا عن الرقابة. المشهد يعكس قلقًا مضاعفًا يتعلق بسلامة السلوك والانضباط لدى الشباب، وهو ما يفاقم التحديات أمام السكان والجهات المسؤولة.
إقرأ ايضاً
وعلى صعيد آخر، يعاني محيط المدرسة من مظاهر التخريب، حيث لم تسلم علامات التشوير الطرقي من عبث بعض المراهقين، مما يزيد من تعقيد الوضع. هذا الغياب الواضح للرقابة الأمنية يفتح الباب أمام المزيد من الفوضى، ويستدعي تدخلًا سريعًا للحد من هذه الظواهر وحماية المجتمع المدرسي والمناطق المحيطة به.
المشهد في رأس الماء لا يحتاج فقط إلى حلول سطحية كتدعيم السور أو ترميم البناية المهجورة، بل إلى رؤية شاملة ترتكز على توفير بيئة آمنة ومنضبطة للتلاميذ والمارة، مع تعزيز الرقابة الأمنية ودعم الجهود المجتمعية لردع هذه الظواهر السلبية. فالمطلوب أكثر من مجرد إصلاحات بنيوية، إنه استثمار في سلامة الأرواح ومستقبل الجيل الصاعد.
