تسود حالة من الترقب والحذر في منطقة وادي درعة بجنوب شرق المغرب، وذلك بسبب مخاوف متزايدة من تهديد محتمل لأسراب الجراد الصحراوي (المعروف علميًا باسم Criquet pèlerin).
وترتبط هذه المخاوف ارتباطًا مباشرًا بالظروف المناخية الاستثنائية التي شهدتها المناطق الصحراوية المجاورة خلال الأشهر الأخيرة، وتحديدًا منذ شهر فبراير الماضي. حيث أدت التساقطات المطرية غير المعتادة إلى نمو وتجدد ملحوظ في الغطاء النباتي عبر مساحات واسعة.
وقد وفر هذا الغطاء النباتي الكثيف والممتد بيئة خصبة ومثالية لتكاثر الجراد الصحراوي، حيث تجد الحشرات الظروف الملائمة لوضع البيض وتطور اليرقات ونموها. وبالتالي، يزداد خطر تشكل تجمعات كبيرة من الجراد قد تتحول لاحقًا إلى أسراب مهاجرة تشكل تهديدًا مباشرًا للمحاصيل الزراعية والمراعي في واحات وقرى وادي درعة، الذي يعتمد اقتصاده بشكل كبير على النشاط الفلاحي.
وتأتي هذه التطورات المقلقة بعد أن كانت تقارير سابقة قد أكدت بالفعل رصد وجود أفراد ناضجة من الجراد الصحراوي في مناطق أخرى بالمغرب خلال شهر أبريل الجاري.
إقرأ ايضاً
وفي مواجهة هذا التهديد المحتمل، تواصل السلطات المختصة، ممثلة بالمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA) والمصالح الأخرى المعنية، عمليات المراقبة الميدانية المكثفة والاستكشاف الاستباقي في المناطق التي تعتبر تاريخيًا ممرات لعبور الجراد أو مناطق محتملة لتكاثره.
كما يتم تنفيذ تدخلات ميدانية للمعالجة الكيميائية والبيولوجية في البؤر التي يتم رصد نشاط للجراد فيها، وذلك بهدف السيطرة على الوضع ومنع تفاقمه.
وتجدر الإشارة إلى أن موقع المغرب الجغرافي القريب من مناطق التكاثر الدائم للجراد في منطقة الساحل والصحراء الإفريقية يجعله في حالة تأهب مستمر، خاصة وأن التغيرات المناخية قد تساهم في تغيير أنماط تكاثر وهجرة هذه الحشرة، مما يستدعي يقظة دائمة وتطويرًا مستمرًا لآليات المكافحة.
