يعيش سكان جنوب مدينة الدار البيضاء منذ أكثر من أسبوع أزمة في الماء الشروب، بعدما تغير طعم الماء الذي يتدفق من الصنابير وأصبح مالحا كطعم مياه البحر.
هذا التغير المفاجئ في طعم الماء أثار حالة من الاستياء والقلق بين السكان، مما دفعهم إلى التساؤل عن الأسباب الكامنة وراء هذا التغيير في طعم مياه الصنابير، و هل أصبح الناس يشربون مياه البحر؟ هل هناك ارتباط بين شبكة توزيع المياه ومحطات تحلية مياه البحر؟ أم تم خلط مياه البحر بمياه الشرب عن طريق الخطأ؟ أم أن هناك تلوثاً طفيلياً أدى إلى هذا التغير؟
وصار الناس يتوافدون على المحلات التجارية لشراء المياه المعلبة، بعدما وجدوا أن مياه الصنابير مالحة بدرجة مزعجة ولا تصلح إلا لغسل الأواني أو السقي. ويجهل السكان جودتها، مما زاد من مخاوفهم من التعرض لأضرار صحية وخيمة.
ويرجع تغير طعم الماء الشروب، وفق ما تتداول الساكنة، إلى ربط توزيع الماء بمحطة تحلية مياه البحر المتواجدة بالجرف الأصفر في الجديدة، لتزويد ساكنة جنوب الدار البيضاء وإقليم الجديدة وإقليم برشيد.
في المقابل، انتشرت تحذيرات من مسؤولين بالدار البيضاء تتعلق بقطع الماء الشروب على السكان خلال النهار، وعدم الاكتفاء بقطعه ساعات محددة في فترة الليل بسبب قلة المياه العذبة القادمة من السدود، والتي تُستغل في الشرب.
وتثير هذه الأزمة مخاوف جدية بشأن الصحة العامة، حيث إن استهلاك مياه مالحة على المدى الطويل قد يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية، خاصة بالنسبة للأطفال وكبار السن. كما أن لهذه الأزمة تداعيات اقتصادية واجتماعية كبيرة، حيث تفرض على المواطنين أعباء مالية إضافية لشراء المياه المعلبة.
إقرأ ايضاً
في المقابل، استبعدت مصادر مطلعة أن يكون هناك ربط بين محطة تحلية مياه البحر بالجرف الأصفر والماء المالح الذي يشربه سكان جنوب الدار البيضاء.
وأكدت المصادر نفسها أن شركة “ليدك” استدعيت لاجتماع قبل أسبوعين بمجلس جماعة دار بوعزة، وأوضح مسؤولوها أن تغير طعم الماء يرجع إلى تغيير الربط من سد أم الربيع إلى سد أبي رقراق، حيث حدثت اختلالات وتسربت طفيليات إلى الماء مما غير طعمه.
وطمأنت الشركة المكلفة بتوزيع الماء الصالح للشرب، المسؤولين بجماعة دار بوعزة، بأن هذا الوضع لن يستمر طويلاً، وأن طعم الماء سيعود إلى طبيعته بعد فترة.
وأوضحت الشركة أن التغيير في الربط بين السدين جاء نتيجة ضعف منسوب الماء في سد أم الربيع بسبب تداعيات الجفاف، بحسب ما أفاد به مسؤولو الشركة وفقًا لمصادر الجريدة .
