السعي وراء الأناقة واتباع معايير الجمال في مواقع التواصل الاجتماعي يدفع فئة من النساء المغربيات إلى استخدام مستحضرات تجميلية مزيفة بأثمنة أرخص من الأصلية، دون وعي بأنها قد تسبب مشاكل جلدية ولها مخاطر على المدى القريب أو البعيد.
وفي هذا الصدد، أوضحت نادية رضوان، أخصائية في أمراض الجلد والتجميل، أن استخدام مواد التجميل الأصلية قد يسبب ضرراً للبشرة، فما بالك بالمواد المزيفة التي لا تخضع للمعايير الدولية، مما يعني أنها قد تحتوي على مواد ضارة بكميات كبيرة للحصول على تأثير أفضل ظاهرياً.
وأضافت أن الطمع في الجمال الزائف بناءً على التمثلات الاجتماعية في مجتمعنا المغربي وباقي المجتمعات، يلجأ البعض لاستخدام هذه المواد رغم مخاطرها.
ونبهت المتحدثة عينها إلى أن هذه المواد المزيفة تتسبب في مشكلات كبيرة للبشرة، بدءاً من امتداد المسام وظهور البثور في الوجه كاملاً، بالإضافة إلى التهيج والحساسية، وقد تؤدي إلى التعفن أو الإصابة بحب الشباب وتفاقمه، مؤكدة أنه أحياناً تتطور الحكة البسيطة إلى ظهور بثور والتهابات ومن ثم إلى تعفن، ناهيك عن التقرحات.
وأشارت إلى أنه من بين الأعراض التي قد تصاحب البشرة أيضا هي الإكزيما التي قد تصبح ملازمة، بالاضافة إلى تغير لون البشرة وظهور تصبغات، مبرزة أن الضرر قد يبقى على البشرة حتى مع التوقف عن استخدام هذه المواد.
أخصائية في أمراض الجلد والتجميل حذّرت من أن استعمال مستحضرات التجميل المقلّدة يقلل من قدرة خلايا البشرة على التجدد، حيث تتراكم المكونات الضارة في الخلايا وتمنعها من التجديد، مما يؤدي إلى توسع المسام وظهور الشيخوخة المبكرة وهشاشة البشرة، وتقليل الإشراقة الطبيعية للوجه بالإضافة إلى الترهل.
ونبهت نادية رضوان أيضا من أنه من الممكن أن تكون الآثار البعيدة المدى أخطر بكثير، حيث قد تؤدي إلى الإصابة بسرطانات جلدية نتيجة تراكم المواد المزيفة واحتوائها على مواد مثل الرصاص والزئبق، مردفة أنها كذلك قد تتسبب في تساقط الرموش والحواجب، وضعف النظر أو حتى العمى في بعض الحالات، خاصة عند استخدام أقلام التجميل غير الأصلية.
وشددت المتحدثة ذاتها على أن القائمة طويلة من الآثار الوخيمة لاستعمال المواد التجميلية المزيفة، مؤكدة أن جميع مواد التجميل تحمل مخاطر على البشرة، ولا سيما ذات النوعية الرديئة، لأنها تحتوي على مواد ممنوعة من الاستعمال.
ودعت نادية رضوان إلى زيادة الوعي في المجتمع المغربي بعدم استخدام أي مادة تجميلية من محلات غير مرخصة أو استخدام مواد منتهية الصلاحية، وعدم الاعتماد على مستحضرات التجميل بشكل يومي، وتجنب النوم بهذه المساحيق، زيادة على ضرورة اختيار مستحضرات التجميل المناسبة لكل نوع من أنواع البشرة.