خطر من نوع غريب يتهدد تنظيم كاس العالم في المغرب؟

14 فبراير 2025آخر تحديث :
خطر من نوع غريب يتهدد تنظيم كاس العالم في المغرب؟

يواجه قطاع البناء والأشغال العمومية في المغرب أزمة خانقة تهدد بعرقلة تنفيذ المشاريع الكبرى، في ظل نقص حاد في اليد العاملة المؤهلة. وتفاقمت هذه الأزمة مع ارتفاع الطلب على العمالة في مشاريع البنية التحتية المرتبطة بكأس العالم 2030، حيث استحوذت هذه الأوراش الضخمة على عدد كبير من العمال المتخصصين، مما تسبب في اختلالات واضحة في السوق.

ارتفاع الأجور.. حل مؤقت يزيد من الضغط

تشير المعطيات إلى أن الأجور في القطاع شهدت ارتفاعًا غير مسبوق، بلغ 30% في بعض التخصصات الحيوية، مثل صب الخرسانة، ورفع الأساسات، وربط حديد التسليح. ووفقًا لمهنيين في المجال، أصبح العامل المتخصص في “التسليح” يتقاضى حوالي 4,300 درهم، نتيجة الطلب المتزايد على مهاراته، خصوصًا في المشاريع المتعلقة ببناء الملاعب والفنادق استعدادًا للمونديال.

لكن هذه الزيادة في الأجور لم تساهم في سد العجز القائم، بل وضعت الشركات في مواجهة اكراهات مالية وضغط كبير للوفاء بالمواعيد النهائية لتسليم المشاريع. فزيادة الكلفة التشغيلية دون حلول جذرية للاستدامة، تجعل القطاع في وضعية غير متوازنة، حيث يجد صغار المقاولين أنفسهم عاجزين عن مجاراة نفقات العمالة المتزايدة، مقارنة بالشركات الكبرى.

شركات البناء تستنجد بالمناطق النائية والمهاجرين

للتعامل مع هذه الأزمة، لجأت العديد من الشركات إلى استقطاب عمالة من المناطق النائية، عبر تقديم حوافز مثل السكن والانخراط في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS). إلا أن هذه الاستراتيجية لم تكن كافية، خصوصًا في التخصصات التي تتطلب خبرة مسبقة، ما فرض على الشركات تحمل تكاليف إضافية لتدريب وتأهيل العمال الجدد، وهو أمر يزيد من الأعباء المالية ويؤثر على سرعة تنفيذ المشاريع.

ومع تعقد الوضع، اتجهت بعض المقاولات إلى استقدام يد عاملة مهاجرة من دول إفريقيا جنوب الصحراء، باعتبارها خيارًا مؤقتًا لسد الفجوة. لكن هذا الحل يطرح بدوره إشكالات أخرى تتعلق بمدى قدرة هؤلاء العمال على الاندماج السريع في بيئة العمل، فضلًا عن الحاجة إلى تدريبهم على القوانين المحلية الخاصة بالعمل والإقامة.

إقرأ ايضاً

تداعيات الأزمة على الشركات المغربية

إلى جانب تأثيرها المباشر على سير الأشغال، وضعت هذه الأزمة الشركات المغربية في مواجهة غير متكافئة مع نظيراتها الأجنبية، خصوصًا الشركات الصينية، التي تعتمد على تقنيات حديثة تقلل من الحاجة إلى العمالة البشرية. ويرى أحمد السرغيني، خبير في سوق الشغل، أن استمرار الأزمة دون تدخل حكومي سريع قد يؤدي إلى هيمنة المقاولات الأجنبية على المشاريع الكبرى، خاصة وأنها تمتلك تجهيزات متطورة تعوض النقص في العمالة.

ويضيف السرغيني في تصريح لـ”نيشان” إذا لم يتم تدارك الوضع سريعًا عبر استراتيجيات واضحة، فقد تواجه الشركات الوطنية صعوبات أكبر في المستقبل، خصوصًا في ظل ارتفاع التكاليف والاعتماد المفرط على حلول مؤقتة”.

ما المطلوب لتجاوز الأزمة؟

يرى المهنيون والخبراء أن تجاوز هذه الأزمة يتطلب تحركًا حكوميًا عاجلًا لمعالجة الخلل القائم، وذلك من خلال تعزيز برامج التكوين المهني لتأهيل يد عاملة متخصصة تلبي احتياجات القطاع، تحسين بيئة العمل عبر توفير ظروف أكثر جاذبية للعمال المغاربة.، بالإضافة الى تشجيع المكننة والتكنولوجيا المتطور، فضلا عن تقنيات الذكاء الاصطناعي، في عمليات البناء لتقليل الاعتماد على العمالة التقليدية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات 5 تعليقات
  • محمد الضواوي
    محمد الضواوي منذ شهرين

    واش 4300 درهم مبلغ مرتفع بالنسبة لعامل شبك الحديد هل جرب اي منكم يا كتاب هذه المقالات الاشتغال ساعة واحدة في هذه المهنة وعاين مدى الصعوبات والاضرار التي تخلفها للظهر و واليدين وبشرة الوجه . .. الواحد منكم يتقاضى 8000 او 1000 درهم ويبكي .. بالمناسبة لست بناءا ولا حدادا . ولكن اعرف صعوبات هذه المهن لاني اشتغلت فيها زمان ايام العطل الصيفية.

    • Aziz
      Aziz منذ شهرين

      الخطر هم صحافة آخر الزمن ماعرفناش واش هم معانا ولا مع شي وحدين

  • bensouda77@yahoo.fr
    [email protected] منذ شهرين

    المقاولات الوطنية تبحث عن عمال متخصصين ، لتشغلهم براتب هزيل .
    الحرفيين لا يثقون في الشركات لأنها تشغلهم بأجر زهيد ، وتسرحهم متى شاءت ، بالمقابل ذلك العامل ، يمكن أن يستيقظ متى شاء ، ولا يحتاج الى وسيلة نقل ، يذهب الى المقهى أو أمام بائع العقاقير ،ليلتحق به زبون يشتغل معه لمدة ساعتين على أكثر تقدير ويتقاضى أقلها 600 درهم ، في حين العمل مع الشركة يكون لأكثر من 10 ساعات ولا يتقاضى أكثر من 150 درهما ، ناهيك عن كثرة الأوامر والاحتقار وظروف العمل المزرية ، لا ملابس العمل ولا لوازم الحماية من حوادث الشغل .
    يا أرباب الشركات الكبرى ، بالله عليكم ، كيف يمكن لعامل ان يعيش هو وأسرته ب150 أو 200 درهما في اليوم تشمل الكراء والماء والكهرباء ومدرسة الأطفال والتطبيب و……….
    فكروا في غيركم كما تفكروا في أنفسكم ، كفى استغلالا للطاقات ، فأنتم المسؤولين عن عزوف الشباب عن الشغل على قلته

  • عاد
    عاد منذ شهرين

    افعلو كما تفعل أوروبا عند الحاجة استقطاب للعمالة من أفريقيا بعقود محترمة

  • الجوهري
    الجوهري منذ شهرين

    مقال باهت و التخربيق

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق