يؤثر اضطراب ما بعد الصدمة لدى المارة على الدماغ بشكل مختلف عن الصدمة المباشرة. وكشفت دراسة، من جامعة فرجينيا للتكنولوجيا، نُشرت في مجلة PLOS ONE، أن مشاهدة الصدمات تُحدث تغيرات دماغية فريدة، لإن مشاهدة الصدمة تؤدي إلى تغيير أنماط تحلل البروتين في الدماغ بشكل مختلف عن تلك التي يسببها التعرض المباشر للصدمات. ووجدت الدراسة أن الصدمات غير المباشرة تُؤدي إلى أنماط مختلفة لتحلل البروتينات في مناطق دماغية رئيسية مُرتبطة بذاكرة الخوف.
وفي هذه الدراسة، ركز الباحثون على التغيرات البروتينية الناتجة عن مُحفِّز الخوف في ثلاث مناطق دماغية رئيسية مُرتبطة بذاكرة الخوف:
“1- اللوزة الدماغية.
2- والقشرة الحزامية الأمامية.
3-والقشرة خلف الطحال”.
واكتشفوا أن مشاهدة الصدمة تُحفِّز أنماطًا مُختلفة من تحلل البروتين في جميع المناطق الثلاث، مُقارنةً بالتعرض المُباشر للصدمة.
وحدد الباحثون أيضًا اختلافات بين الجنسين، مما قد يفسر سبب ارتفاع احتمالية إصابة النساء باضطراب ما بعد الصدمة بمقدار الضعف. لأن أدمغة النساء تعالج ذكريات الخوف غير المباشر بشكل مختلف، وهو ما قد يفسر ارتفاع خطر الإصابة عندهن باضطراب ما بعد الصدمة.
إقرأ ايضاً
وتستند هذه النتائج إلى أبحاث سابقة من مختبر تيموثي جارومي، الباحث الرئيسي في المشروع، والتي حددت بروتينًا محددًا، يُعرف باسم يوبيكويتين K-63، مرتبطًا بتطور اضطراب ما بعد الصدمة لدى النساء.
قالت الكاتبة الرئيسية للدراسة، شغايغ نافابور، (جامعة ستانفورد): “تسلط نتائج الدراسة الضوء على اختلافات بيولوجية كبيرة في كيفية استجابة أدمغة الذكور والإناث لمشاهدة الصدمات”.
مضيفة أنه: “قد تساعد هذه الاختلافات في تفسير سبب كون النساء أكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة بمرتين من الرجال، مما يؤدي إلى علاجات أكثر استهدافًا تأخذ في الاعتبار هذه العوامل الخاصة بالجنس”.
وتشير نتائج الدراسة إلى أن اضطراب ما بعد الصدمة الناتج عن المارة قد يتطلب استراتيجيات علاجية مختلفة، مما يمهد الطريق لعلاجات أكثر استهدافًا. مسلطة الضوء على الحاجة إلى علاجات موجهة لاضطراب ما بعد الصدمة تعتمد على نوع الصدمة والعوامل البيولوجية.
وقال تيموثي جارومي، الباحث الرئيسي في المشروع والأستاذ المشارك في علم الأعصاب في كلية الزراعة وعلوم الحياة، (جامعة فرجينيا)، الذي يركز بحثه على فهم الآليات العصبية الحيوية الكامنة وراء اضطرابات الذاكرة، بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة، والخرف، ومرض الزهايمر، أن: “أبحاث هذه الدراسة تشير إلى أن الصدمة المباشرة وغير المباشرة تخلق استجابات بيولوجية مختلفة، مما قد يعني أنها تتطلب استراتيجيات علاجية مختلفة تستهدف مسارات دماغية مميزة”.
وتعد هذه الدراسة الأولى، التي تلقي الضوء على الاختلافات الجزيئية بين اضطراب ما بعد الصدمة المكتسب بشكل مباشر واضطراب ما بعد الصدمة الناتج عن المارة، التي تختلف عن تلك التي تسببها تجربة الصدمات النفسية بشكل مباشر. ويمكن أن تمهد الطريق لتغييرات في كيفية علاج الاضطرابات.
