تواجه ألمانيا تحديًا متزايدًا في قطاع النقل يتمثل في نقص حاد بسائقي الشاحنات، مما دفع الشركات الألمانية إلى البحث عن حلول مبتكرة خارج حدود الاتحاد الأوروبي. وفي هذا السياق، برزت المغرب كوجهة رئيسية لاستقطاب العمالة المؤهلة في هذا المجال.
**مبادرة للتوظيف والتدريب:**
أطلقت شركة “كابا” للخدمات الشخصية، ومقرها مدينة ماينز الألمانية، برنامجًا استراتيجيًا يهدف إلى توظيف سائقين من المغرب. وتتكفل الشركة بتقديم برنامج تدريبي متكامل يمتد من 12 إلى 16 أسبوعًا، يشمل:
* **تأهيل لغوي:** دورات مكثفة في اللغة الألمانية.
* **تأهيل نظري وعملي:** تدريب متخصص داخل ألمانيا لضمان اكتساب المهارات اللازمة.
* **الحصول على الرخص:** مساعدة المرشحين في الحصول على رخص القيادة الألمانية المطلوبة لفئات الشاحنات (B, C, CE) والحافلات (B, D, DE).
* **متطلبات إضافية:** يشمل البرنامج دورات في الإسعافات الأولية وإصدار بطاقات السائق الرقمية.
* **دعم إداري:** تتولى الشركة كافة الإجراءات الإدارية، بما في ذلك استصدار التأشيرات اللازمة.
**أسباب التوجه نحو المغرب:**
أوضح بيرند ألبرخت، مدير شركة “كابا”، أن الاعتماد على المصادر التقليدية للتوظيف داخل الاتحاد الأوروبي لم يعد كافيًا. فالعديد من الدول، مثل إسبانيا والبرتغال، التي كانت تُعتبر مصدرًا للسائقين، تشهد تحسنًا اقتصاديًا يزيد من حاجتها المحلية لهؤلاء السائقين. كما أشار إلى أن احتمالية عودة السائقين من دول أوروبا الشرقية إلى بلدانهم بعد استقرار الأوضاع في أوكرانيا قد تفاقم الأزمة في ألمانيا وبولندا، مما يؤكد الحاجة الملحة لإيجاد بدائل مستدامة.
**تسهيل عملية التوظيف للشركات الألمانية:**
تتيح “كابا” للشركات الألمانية المهتمة فرصة التواصل المبكر مع المرشحين المغاربة عبر المقابلات الافتراضية أو تنظيم أيام توظيف في المغرب. وتُقدر الفترة الزمنية اللازمة لإتمام عملية التوظيف وبدء العمل بين 26 و 36 أسبوعًا، وقد تتقلص إلى 18 أسبوعًا إذا كان المرشح قد بدأ بالفعل برنامجه التدريبي.
وقد بدأت بالفعل شركة نقل كبرى في جنوب ألمانيا بالتعاقد مع “كابا” للاستفادة من هذه المبادرة، مما يعكس جدية هذا التوجه كحل طويل الأمد لمعالجة نقص العمالة في قطاع النقل الألماني.
