أريفينو.نت/خاص
تشير التوقعات إلى أن إنتاج ورد العطور في المغرب سيسجل رقماً قياسياً جديداً خلال الموسم الفلاحي 2024-2025، حيث من المنتظر أن يتجاوز 4800 طن، مقارنة بـ 3500 طن في الموسم الماضي. ويأتي هذا الأداء المتميز نتيجة للظروف المناخية المواتية والجهود الاستثمارية المتواصلة في هذا القطاع، وذلك وفقاً لمعطيات المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لورزازات، خاصة بعد الدورة الستين للمعرض الدولي لورود العطور.
وتتركز زراعة ورد العطور، المعروف علمياً باسم “روزا داماسينا” (Rosa damascena)، والذي يعد رمزاً لوادي دادس، على مساحة تصل إلى 1020 هكتاراً بإقليم تنغير. وتستحوذ جماعات آيت سدرات السهل الغربية (31%)، وخميس دادس (29%)، وآيت سدرات السهل الشرقية (19%)، وقلعة مكونة (11%)، وآيت واسيف (10%) على الحصة الأكبر من هذه الزراعة. وتبلغ صادرات المغرب من هذه المادة الأولية الثمينة حوالي 60 طناً، وتتمتع منتجاتها بحمايتين للتسمية الأصلية هما: “ورد قلعة مكونة-دادس” و”ماء ورد قلعة مكونة”، مما يضمن جودتها وأصالتها.
وتُستخدم هذه المادة الخام في إنتاج منتجات ذات قيمة مضافة عالية مثل الزيت العطري الأساسي، وماء الورد، والبتلات المجففة. ويتطلب إنتاج لتر واحد من الزيت العطري ما بين 3500 و4000 كيلوغرام من الورود الطازجة، مما يفسر ندرته وقيمته العالية.
ويزدهر ورد العطور حصرياً في المناطق ذات المناخ البارد والجاف، وهو حساس بشكل خاص لعمليات الري التي يجب أن تتم بتقنية التنقيط، إما في الصباح الباكر أو في وقت متأخر بعد الظهر، خاصة خلال فترة الإزهار الممتدة من مارس إلى مايو والتي تستمر ما بين 25 و45 يوماً.
وفي هذا الإطار، شهد برنامج اقتصاد المياه بإقليم تنغير تقدماً ملحوظاً، حيث ارتفعت المساحات المجهزة بنظام الري بالتنقيط من 106 هكتارات عام 2008 إلى 2284 هكتاراً عام 2025، بفضل دعم مالي إجمالي قدره 101.5 مليون درهم استفاد منه 409 فلاحين.
إقرأ ايضاً
ووفقاً لبيانات حديثة من وزارة الفلاحة، تم تخصيص استثمار إجمالي بقيمة 80 مليون درهم لتطوير هذه السلسلة الإنتاجية. وقد مكن هذا الدعم من تأهيل 35 كيلومتراً من شبكات الري، وتوسيع مساحات الزراعة، وتصميم ونشر دلائل تقنية، وتجهيز 22 وحدة تثمين، بالإضافة إلى بناء وتجهيز “دار الوردة”. كما ساهم في وسم المنتجات وتأطير المنتجين، مما أدى إلى بلوغ المساحة المزروعة 1020 هكتاراً، وزيادة المردودية بنسبة 25%، وتحقيق نمو كبير في مداخيل الفلاحين بنسبة 153%.
ويندرج تطوير هذه السلسلة ضمن مخطط عمل استراتيجية “الجيل الأخضر” بإقليم تنغير، الذي يستفيد من غلاف مالي يتجاوز 1.35 مليار درهم.
ورغم هذه التطورات الإيجابية، أشار السيد عبد الله عبد اللاوي، رئيس مصلحة الإنتاج الفلاحي بالمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بورزازات، خلال مداخلة حديثة على هامش الدورة الستين للمعرض الدولي لورود العطور بقلعة مكونة (5-8 مايو)، إلى بعض المعيقات التي لا تزال تحد من تطور القطاع، من بينها الاستخدام المحدود للتقنيات الحديثة في معالجة ورد العطور، والمنافسة غير المشروعة من منتجات ذات جودة منخفضة يتم ترويجها غالباً بشكل غير قانوني.
وقد سلط المعرض الدولي لورود العطور، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الضوء على الأهمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لهذه السلسلة الإنتاجية، ودورها الاستراتيجي في التنمية المستدامة للمناطق الواحية، تحت شعار: “سلسلة ورد العطور: رافعة للتنمية المستدامة في إطار استراتيجية الجيل الأخضر”.

ترجمة الإسم العلمي هو الورد الدمشقي وليس وادي دادس وكفاكم نسب كل شيئ في العالم إلى إمارة مراكش وفاس شيئ مخجل