أنهى المنتخب الوطني المغربي التوقف الدولي لشهر أكتوبر بانتصارين كبيرين على إفريقيا الوسطى، بخماسية ورباعية على التوالي، لحساب الجولتين الرابعة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا “المغرب 2025، في المباراتين التي احتضنها الملعب الشرفي بوجدة.
وبهذين الانتصارين، واصل المنتخب المغربي، المتأهل سلفا إلى نهائيات المحفل القاري، بصفته مستضيف البطولة، انتصاراته بتحقيق فوز رابع تواليا ليعزز بذلك صدارته للمجموعة رافعا رصيده للنقطة 12 نقاط متبوعا بالغابون بسبع نقاط ثم إفريقيا الوسطى بثلاث نقاط فليسوثو في ذيل المجموعة بنقطة وحيدة.
ووصل الركراكي إلى 20 فوزا في أول 30 مباراة مع المنتخب المغربي، مقابل 6 تعادلات و4 هزائم، حيث يعتبر الناخب الوطني الحالي أول مدرب يصل لهذا العدد من الانتصارات في أول 30 مباراة، مع تسجيل 46 هدفًا، واستقبال 14 فقط، كما أنه انتصر في آخر 7 مباريات للأسود.
الضغط على الركراكي
أكد الإطار الوطني والمحلل الرياضي، عبد الرحيم أوشريف، أن المنتخب المغربي يتوفر على تركيبة بشرية تضم أفضل اللاعبين في القارة الإفريقية والعالم، مشيرا إلى أن “أي مغربي متابع لكرة القدم يستطيع اختيار تشكيلة لأسود الأطلس نظرا للكم والوفرة الكبيرة في العناصر من مختلف دوريات العالم وبجودة ممتاز، حيث يظهر بشكل جلي أن الـ11 لاعبا في التشكيلة الرسمية لا يمكن اختيارهم بشكل سهل بسبب تقارب المستوى بين اللاعبين”، وفق تعبيره.
وأشار أوشريف، أن “الركراكي له مسؤولية وضغط كبيرين لإيجاد الاختيارات الاحتياطية للاعبين الأساسيين الذي يستطيعون الدخول في التشكيلة الرسمية وتعويضها بكل سلالسة، عند الإصابات والغيابات لمختلف الأسباب الفنية، فضلا عن الاحتفاظ بأوراق رابحة في دكة الاحتياط تنقذ المنتخب وفق سيناريو المباريات”.
ونوه أوشريف باللاعبين الجدد الذين نادى عليهم الركراكي في المعسكر التدريبي الأخير حيث قدموا أداء كبيرا وأظهروا استحقاقهم حمل القميص الوطني من بينهم يوسف بلعامري في مركز الظهير الأيسر وجمال حركاس في خط الدفاع، مبرزا دور قادة الفريق في مساعدتهم على الاندماج بسرعة داخل المجموعة في وقت قصير، فضلا عن الظهور الأول لرضى بلحيان وأسامة الصحراوي اللذين يملكان مؤهلات كبيرة تخول لهما الدخول بشكل أساسي دون أي عائق، على حد تعبيره.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن هذا الكم من اللاعبين يضع ضغطا كبيرا على الناخب الوطني في اختيار لائحة الأسود في المعسكرات المقبلة، غير أن هذا الأمر يعتبر، عل حد وصفه، في صالح الكرة المغربية بالتوفر على تركيبة بشرية غنية.
هفوات ونقائص
أكد عبد الرحيم أوشريف أن المنتخب المغربي مازال يعاني من مجموعة من النقائص خاصة على المستوى الدفاعي، حيث ظهر، على حد قوله، غياب التجانس بين نايف أكرد الذي مازل لم يسترجع كامل مستواه وجمال حركاس في قلب الدفاع، فضلا عن الكرات خلفهما ما خلق مجموعة من الفرص الخطيرة على مرمى النخبة الوطنية.
وأشار أوشريف إلى أن ما يثبت وجود مشاكل دفاعية هو لجوء الناخب الوطني لإرجاع متوسط الميدان، سفيان أمرابط، لقلب الدفاع رغم التوفر على لاعبين في دكة الاحتياط وهما عبد الكبير عبقار وعبد الحميد آيت بودلال.
وأبرز المتحدث ذاته أن المنتخب المغربي رغم التحسن في إنهاء الهجمات وتسجيل 9 أهداف في مباراتين إلى أن مباراة إفريقيا الوسطى ليس مقياسا للتأكد من هذا الأمر، خاصة مع تضييع جملة من الفرص السهلة أمام المرمى، فضلا عن تغيير أسلوب اللعب بالاعتمتد على الكرات الطويلة بإقحام يوسف النصيري في المباراة الثانية.
تأثير العودة المرتقبة لزياش
اعتبر عبد الرحيم أوشريف أن العودة المرتقبة لحكيم زياش في المعسكر الإعدادي ستكون “سيفا ذو حدين”، مشيرا إلى أن الناخب الوطني سبق أن التعامل مع مثل هذه الوضعيات، من خلال إعادة لاعبين كانوا متأثيرين نفسيا وعانوا من ضغوطات جماهيرية غير أن الركراكي تحدى الجميع واستطاع دمجهم في المجموعة.
وأبرز المتحدث ذاته أن الركراكي سيعمل على إعادة زياش بعد تعافيه من الإصابة في ظل المؤهلات والدور الكبير الذي يقوم به اللاعب في مستودع الملابس، رغم بعض السلوكيات التي تؤثر، وفق تعبيره، على مكانته بالمجموعة فضلا عن تصرفاته بوسائل التواصل الاجتماعي رغم المسؤولية الملقاة على عاتقه بصفته قائدا للمنتخب المغربي.
جدير بالذكر أن المعسكر المقبل للكتيبة المغربية ستكون في شهر نونبر، حيث سيواجه المنتخب الوطني كل من الغابون وليسوثو لحساب الجولتين الخامسة والسادسة من التصفيات المؤهلة لـ”كان المغرب 2025” وذلك أيام 15 و19 نونبر المقبل.