الهدف منها التعريف بشعراء مغاربة، وتسليط الضوء على مسيرتهم الإبداعية، وتقديم نموذج من شعرهم للقارئ.
الحلقة ( 9 ) مع الشاعر: إدريس علوش
السيرة الذاتية:
إدريس علوش من مواليد أصيلة 1964 – كاتب وشاعر.
عضو اتحاد كتاب المغرب.
عضو بيت الشعر في المغرب.رئيس – مؤسس – جمعية أصدقاء رافائيل ألبيرتي.
أعد وقدم لبرنامج “ثقافة مغربية” في إذاعة كاب راديو/طنجة
لمدة خمس سنوات من غشت 2008 الى غاية ماي 2013
نشر نصوصه الأدبية ومواده الصحفية في عدة منابر وطنية وعربية.
مغربية: الاتحاد الاشتراكي – أنوال- البيان- العلم- جريدة الناس- هسبريس المجلة – أفاق- الثثقافة المغربية.
عربية: الهدف- القدس العربي- الأثر- نزوى- الدوحة- تراث- أدب ونقد – الامارات الثقافية – ملحق الشرق الثقافي- الجسرة الثقافية – أخبار الأدب…
صدر له ما يزيد عن 25 مجموعة شعرية .
إقرأ ايضاً
القصيدة:
اللَّيْلُ مِهْنَةُ الشُّعَراءِ.. وكَفَى …!
سَأَخْتَبِرُ
عَتَبةَ المَسَاءِ
إذَا ما شَاءتْ ذَخيرةُ الوَقت
حيثُ فُقَاعَاتُ الصَّباح الَّذِي وَلَّى
تَنْقُر مِسْمَارَ الظَّهِيرة
وأَسْتَعِيرُ
مِنْ خطواتِ الطَّريقِ
بَوْصَلَة لِشَرْخٍ يتفَتَّتُ ذّراتٍ
أُبْحِرُ – هكذا – في القَصيدةِ،
وَعرَاءِ المَعْنَى،
في انْسِياب اللاَّشَيْء،
في تصدُّع الفَلْسفة، في هَدْم العُمْرَان،
في مَحار النَّهر، في مَحْو الشَّكْل، في رقْص النَّافُورة،
في هَذيان الشك،
في عَرَصات الأقَاليم، في فَوَاتِير المحفظَة،
في جُزُر المَجَازِ، في وَقْعِ الكَبْوَةِ، في وَهَجِ البَلاَغةِ،
في دُكْنَة القَنَاة الأُولى،
في مُنْتَهَى الخَريف، في جزر الإيّابِ،
فِي حزن يوم الإثنين،
في شَطَحَات الفيزياء، في بَهْو الصَّحْوِ،
في شُرْفة “أُنْسِي الحَاج”،
في غَلْيون “تروتسكي”،
في خِصْر “فيفي عبده” تماماً.
في نَثر القَصِيدَة…
أُرَاوِدُ مِرْوَحَةَ الأَمْكِنَة وَتَاجِ الكَلِمَاتِ،
والنِّهَايَاتُ بِدَايَاتٍ أَعْتَقِدُ لِقَفْرِ آخَر،
والفَرَاغُ بقُوة الأَشْياء يُصْبح مقبرةً…!
لا أَكْثرت لِرَصيف اللُّغةِ،
لقاء النسيان أهْتِف لِظلِّي السُّكَارَى وَحْدَهُم قَادِرُون على حلّ إضْرابِ التَّارِيخِ،
والشُّعَراءُ فِي نِهاية القَرْنِ مُجْبَرون عَلَى نَقْر قَصَائِدِهم فِي أَجْهزة لاَ تعرفُ ما الخيالَ…؟!
نديمي في الكأسِ
في المحبةِ
واللاَّحرب…!
ما الذي يحدثُ الآنَ في دولابِ الموسيقي
وأنتَ…؟
ما خَطْبُكَ…؟
لَوْ أَنَّ اللَّيل انْزَاحَ عنْ غَسق الصبحِ…؟
وكأْسُكَ…؟
هلْ شَرِبْتَه عن آخرهِ أولاً…؟
معكَ أنا في خرابِ النَّص،
واللَّحظةِ،
والقصيدةِ…!
(كُلَّمَا ضَاقَتِ العِبَارَةُ…
أَذْهَبُ لحالِ سَبيلي…!)
نَديمي في غُرَف الأَرْضِ
في الهَواءِ المُثْخَن بِرَعْشَةِ
الزِّلْزالِ…!
هَيَّا نَصْعَدُ معاً سُلَّم الوَظيفةِ
نَتسلَّى بِرَاتب الشَّهر المَبْحوح
نُحاكي رَقْصَ الغُربَانِ
نُرَتِّب فَوانيس النَّهَار
أما اللَّيلُ،
فهو مهنةُ الشُّعراءِ
وكَفى.

