الهدف منها التعريف بشعراء مغاربة، وتسليط الضوء على مسيرتهم الإبداعية، وتقديم نموذج من شعرهم للقارئ.
الحلقة 13 مع الشاعر: ادريس الرواح
السيرة الذاتية:
● ادريس الرواح :
_ شاعر مغربي من مدينة مكناس،
_ حاصل على شهادة الإجازة في اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة المولى إسماعيل بمكناس) سنة 1995 تخصص أدب عربي،
_ تابع دراسته العليا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ( جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس).
الإصدارات ط:
✓ أربع دواوين شعرية موزعة بين
العمودي الخليلي والنثر ).
١_ ” ويبقى صمت الكلام “، ( عن دار ما بعد الحداثة فاس 2019 )،
٢_ ” وتريات على مقام الروح “، ( عن مطبعة وراقة بلال بفاس 2021)،
٣_ ” أقتفي أثر ظلي على الماء “، ( مطبعة وراقة بلال بفاس 2022)،
٤_ ” قليل من الليل يكفي “، ( عن مطبعة وراقة بلال بفاس 2024).
القصيدة :
● من ديوانه الشعري الثاني: ” وترياتٌ على مقامِ الروح “.
▪︎ كالنَّورَسِ الْمَاءُ ناداني.
__//
مِنْ حُرقَةِ الْجَمْرِ أمْشِي في حَرَائِقِهِ…
قَلْبِي رَأَى الْماءَ هَلْ يُشْفَى مِنَ الْغَلَلِ؟
مَوْجٌ تَعالَى علَى صَخْرٍ أُراقِصُهُ…
كَفِّيْ بِها الْغَيْمُ أمْطارٌ بِلَا بَلَلِ
أَعْدُو وَرَاءَ السَّرَابِ الْمُخْتَفِي بِيداً…
إِنْ غَالَنِي الشَّوْقُ أحيَا مِنْ فَمٍ رَتِلِ
أهْفُو إلى رَوْضِ رَيْحانٍ أُغَازِلُهُ …
يَنْثالُ نَبْتاً رُبىً يَجْلُو لَظَى الشَّتَلِ
أبْكِي طُلُولاً خَوَالٍ في رحيلِ غَدِي…
يَنْسابُ دَمْعِي كَغَيْثٍ بَلْهَ مُبْتَهِلِ
كالنَّوْرَسِ الْمَاءُ نَادَانِي إلى عَوْمٍ…
يَعلُوهُ مَوجٌ بِرَقْصٍ رَامَ مُغْتَسِلِ
أُشْفَى إذا بِتُّ ليْلاً ليسَ بِي عطَشٌ…
يَفِيضُ نَخْبِي نَدىً يُرَاقُ كَالْعَسَلِ
مَزْهُوُّ لَيْلٍ وألْحانِي تُراقِصُنِي…
يَنامُ شَوْقِي بِعَيْنِي جُنَّ مِنْ تَبَلِ
طَرَقْتُ بَابَ السَّماءِ كَمْ طَلَبْتُ الْهَوَى…
لَمْ تَسْتَسِغْ صَوْتَ كَفِّي لَنْ ولَمْ تَسَلِ
أَرقُبُها كُلَّ صُبْحٍ كُلَّ أمْسٍ أرَى …
وجْهَ الصَّبُوحِ الضَّحُوكِ لَيْتَ لَنْ يَفِلِ
مِنْ شُرفَةٍ خَلْفَ طَيْفٍ أقتَفِي شَبَحِي…
ما إنْ إلى طَيْفِها أدنُو، بَكَتْ مُقَلِي
لِلْحُبِّ في الْقلْبِ نَعْتٌ مِنْ صِفَاتِ الرَّبْ…
يا جُرحَ مَنْ يَسْكُنِ الْأَرواحَ في خَطَلِ
حَدَّقْتُ في طَرفِها والطَّيْرُ يَشْدُو هَوًى…
بِتُّ اللَّيالِي أُجَارِي دَمْعَها وَبَلِ
إقرأ ايضاً
أَسْتَلْهِمُ الْوَصْلَ ليْلاً كَيْ أُمَلِّكَهُ…
قَلْباً يتَلَهَّفُ اللُّقْيَا على جَبَلِ
نَادَمْتُهُ الْبَحرَ مَوْجاً هاجَ في مَرَجٍ…
يا طلْقَةَ الرُّمْحِ مِنْ مُقْلاتِها يَصِلِ
وقْعُ الْخُطَى أقْتَفِيهِ ماشِياً وعلى…
صَوْتِ الرِّياحِ أُناجِيها بِكَمْ غَزَلِ
لَيْتَ اللَّيالِي أَحِبَّاء تُضَاجِعُنا …
حَيْثُ الْهَوَى قَد هَوَى بِالدَّمعِ في سَحَلِ
رَغْمَ الْجُروحِ وصَهْد النَّارِ يُحرِقُنِي…
أحيَا بِظِلِّ الشُّمُوسِ طَرفُها خَمِلِ
لاَ تَحْسَبَنِّي رَضِيتُ الْهَجْرَ في وَلَهٍ…
فَالْبُعدُ لِلْقلْبِ أرْحَمْ لَهُ مِنْ وَثَلِ
لَوْلاَ الْمُنَى أرتَضِيها ما حَلَمْتُ غَداً…
أمُوتُ جُوعاً ولا أحتاجُ إلى عِوَلِ
قَدْ كنْتُ أَرتَشِفُ الْحُروفَ شِعراً ولِي…
بِالرُّوحِ إِقْرَأْ كَأُولَى أحْرُفِي جَلَلِ
أُرِيقُ كَأْسِي وسِرْبُ الطَّيْرِ في نشوةٍ…
أراقِصُ الَّلحنَ في هَذْيانِ في خَجَلِ
باللَّحظِ حُسْنٌ كحُسْنِ الْبَدْرِ في فَلَقِ…
فَكَيْفَ لِلشَّمْسِ لَمْ تَغْرُبْ ولَمْ تَفِلِ
خَلْفَ الْغُيُومِ أرَى الْأقْمارَ تَشْتَعِلُ…
لِلشَّمسِ في الْأَمْسِ لا أُنْسٌ بِلا غَزَلِ
بَيْنَ الدَّخُولِ كَذا الْحَوْمَلِ بِتُّ سُدَى…
أمْشِي مَلاَكاً بِزهْوِ الْقَدِّ في رَفَلِ
أُرَاوِدُ النَّفْسَ في حَمَاقَةٍ أشْتَهي…
قَدّاً يَسِيرُ عَلَى هَدْيٍ وَفِي بَجَلِ
تَمَاثَلَ الْقَلْبُ لِلشِّفاهِ تَكْسِرُهُ…
رُوحٌ تَهِيمُ رَوَاحاً حَيْثُمَا أَمَلِ
مِنْ نُورِها هَلَّ بَدرِي مُشْرِقاً نُسُكَا…
أهْوَى وِصَالاً بِلَيْلِ الْغَيْثِ في حُلَلٍ
مِنْ كَأْسِ راحِِ أَصُبُّ رَشْفَةً أرتوي…
أمْشي بَعِيداً أَتِيهُ اللَّيْلَ في سُبُلِ
أبِيتُ في صَعصَعٍ يَجْرحُنِي كَلِماً…
تَنامُ مُقْلاتُ وُرْقِِ مِنْ هَوَى حَجَلِ./.