ذاكرة النار و الأمل: سوبير مارشي الناظور يدخل معركة الانبعاث من الرماد هذا الصيف (تحليل اقتصادي)

5 مايو 2025آخر تحديث :
ذاكرة النار و الأمل: سوبير مارشي الناظور يدخل معركة الانبعاث من الرماد هذا الصيف (تحليل اقتصادي)

أريفينو.نت/خاص حسن المرابط
في لحظة مفصلية بتاريخها الحديث، تستعد مدينة الناظور هذا الصيف لإعادة إطلاق أيقونتها التجارية “مركز الناظور”، الاسم الجديد لـ “سوبير مارشي” الأسطوري.

بعد عقد مرير من الانتظار منذ أن حول حريق هائل في يونيو 2014 المبنى إلى رماد، تعود الحياة لهذا الصرح التجاري. لكنها ليست عودة عادية؛ إنها انبعاث في خضم تحولات اقتصادية عاصفة أنهت حقبة التهريب وفتحت الباب أمام منافسة شرسة من عمالقة التجزئة.

فهل يمتلك المركز الجديد، ببنيته الحديثة ورؤيته الطموحة، مقومات النجاح ليصبح قاطرة للتنمية وجاذباً للزوار من كل أنحاء المملكة؟ دراسة استراتيجية معمقة تقدم خارطة طريق واعدة.

إقرأ ايضاً

من رماد الأمس إلى أمل الغد: ميلاد جديد لأيقونة الناظور
لا يزال صدى “سوبير مارشي” يتردد في ذاكرة أهل الناظور، ليس كسوق فحسب، بل كجزء من هوية المدينة ونبضها الاقتصادي لعقود. حريق 2014 لم يكن مجرد خسارة مادية، بل جرح غائر في قلب المجتمع المحلي. تدرك الدراسة الاستراتيجية هذا الإرث الثقيل، مؤكدة أن المركز الجديد، رغم حداثته، يجب أن يحتضن هذا الماضي ويتجاوب مع التوقعات الهائلة، مع دعم خاص للتجار الذين صمدوا خلال سنوات الانتظار الصعبة.

  1. بالأرقام: قلعة تجارية حديثة بمعايير عالمية
    لا يقوم الطموح على الفراغ.
  2. يُقدم “مركز الناظور” نفسه كصرح تجاري بمعايير حديثة تترجمها الأرقام بوضوح: 872 محلاً تجارياً يشكلون فسيفساء واسعة من الفرص. الأمان يأتي أولاً مع أنظمة إطفاء وإنذار إلكترونية متطورة وتصميم مقاوم للزلازل. تسهيل الحركة مضمون عبر 4 مصاعد حديثة بأرضيات رخامية و14 سلماً كهربائياً. وتتكامل التجربة مع مرافق خدمية وترفيهية تشمل مسجداً كبيراً، جناحاً للمطاعم بشرفات واسعة، ومكاتب إدارية. تشير التقديرات الأولية المستندة إلى حجم المركز، كما ورد في الدراسة، إلى قدرته على خلق ما بين 1500 إلى 2500 فرصة عمل مباشرة في قطاعات البيع والخدمات، بالإضافة إلى آلاف الوظائف غير المباشرة والمستحثة التي ستنعش الاقتصاد المحلي.
  3. في مواجهة العمالقة والتحولات: معركة البقاء في سوق الناظور الجديد
    لن يكون الطريق مفروشاً بالورود. وكما تحذر الدراسة، يدخل المركز معتركاً تنافسياً محتدماً يضم لاعبين كبار مثل مرجان، كارفور، بيم، وأتاكداو، بالإضافة إلى مراكز ناشئة كـ “سلوان مول” ومشاريع مستقبليةواعدة. التحدي الأكبر يكمن في التكيف مع اقتصاد “ما بعد التهريب”؛ فالاعتماد على سلاسل توريد قانونية ونماذج عمل رسمية هو السبيل الوحيد للبقاء والنمو، مما يتطلب مرونة ودعماً استثنائياً للمستأجرين للانتقال بنجاح.
  4. وصفة النجاح: كيف يتحول المركز إلى وجهة لا تُقاوم؟
    تضع الدراسة الاستراتيجية خطة واضحة لتجاوز التحديات، ترتكز على بناء تجربة فريدة تتجاوز مجرد التسوق:
  • هوية مميزة: تقديم المركز كـ”قلب الناظور النابض بالحداثة والأصالة”، يجمع بين التجربة العصرية والارتباط المجتمعي.
  • مزيج متكامل: خلق توازن ذكي بين العلامات التجارية العالمية والوطنية والمحلية، مع إعطاء الأولوية للحرفيين والتجار الناظوريين.
  • التجربة أولاً: تحويل المركز إلى وجهة بحد ذاتها عبر فعاليات ثقافية وترفيهية منتظمة، أجواء جذابة، وخدمة عملاء استثنائية.
  • القوة الرقمية: استغلال التسويق الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي وتطبيق هاتف محمول محتمل لبناء علاقة مستمرة مع الزوار.
  • روح الفريق: تعزيز التعاون بين الإدارة والمستأجرين عبر حملات مشتركة وبرنامج ولاء موحد.
  1. شريان حياة للمدينة: قاطرة للتنمية وجاذب للزوار من كل المغرب
    يتجاوز دور “مركز الناظور” كونه مجرد مساحة تجارية؛ إنه محرك أساسي للتنمية الحضرية الشاملة التي تشهدها المدينة. فبخلقه لآلاف الوظائف المنظمة، يساهم المركز بشكل مباشر في امتصاص البطالة الناتجة عن التحولات الاقتصادية، وتعزيز القدرة الشرائية، وضخ إيرادات ضريبية تدعم الخدمات المحلية. والأهم من ذلك، يطمح المركز ليكون وجهة تسوق رئيسية ليس فقط لأهل الناظور والجهة الشرقية، بل للزوار من مختلف مدن المملكة. فمع تحسن البنية التحتية الطرقية (كالطريق السيار جرسيف-الناظور) والمشاريع السياحية الواعدة (كمشروع بحيرة مارتشيكا والميناء الجديد)، يقدم المركز تجربة تسوق حديثة ومتكاملة قد لا تتوفر بنفس الشكل في مناطق أخرى، ممزوجة بفرصة استكشاف ثقافة الناظور المتجددة. يمكن للمركز أن يجذب الزوار من الدار البيضاء، الرباط، فاس وغيرها، الباحثين عن تجربة تجمع بين التسوق العصري والترفيه واكتشاف وجهة مغربية صاعدة.
    في الختام، يقف “مركز الناظور” على عتبة فرصة تاريخية. نجاحه، المرتهن بتطبيق رؤية استراتيجية واضحة تركز على التميز والتجربة والتعاون، لن يضيء فقط مستقبل مئات التجار والعاملين فيه، بل سيشكل رافعة حقيقية لنهضة مدينة الناظور بأكملها، ويعزز مكانتها كقطب اقتصادي وسياحي واعد على الخارطة الوطنية.
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق