أريفينو نت/خاص
مع حلول العاشر من مايو 2025، ومع اقتراب موسم الصيف الذي يشهد عودة مكثفة لأفراد الجالية وتوافد السياح، يدق ناقوس الخطر مجدداً في مدينة الناظور. فالانتشار الهائل للمطاعم ومحلات الأكلات الخفيفة، والذي يتحول في كثير من الأحيان إلى “بزنس صيف قاتل”، يضع صحة المواطنين والمصطافين على المحك، مستحضراً ذكريات أليمة من مواسم سابقة كادت فيها وجبات شهية أن تتحول إلى مآسٍ حقيقية. إن الحاجة إلى حملات رقابية واسعة وعاجلة لم تعد ترفاً، بل ضرورة قصوى لضمان سلامة الجميع.
فوضى المطاعم تضرب الناظور: انتشار سرطاني وذكريات مريرة من تسمم كاد يودي بالأرواح!
تشهد مدينة الناظور، خاصة مع إطلالة كل صيف، ما يشبه “التفريخ” العشوائي لمحال الأكل، من مطاعم فاخرة إلى أكشاك الوجبات السريعة. هذا التوسع الكمي، للأسف، لا يواكبه في أغلب الحالات التزام حقيقي بمعايير الجودة والسلامة الصحية. فصول الصيف الماضية لم تخلُ من فضائح مدوية، حيث سجلت حالات تسمم جماعي كادت أن تودي بحياة العديد من الأشخاص، بينهم أطفال وشيوخ. مطاعم، بعضها ذو صيت واسع ويقدم مأكولات توصف بـ”الشامية”، وجدت نفسها في قلب هذه الفضائح، ناهيك عن ضبط كميات هائلة من اللحوم الفاسدة والمواد الغذائية منتهية الصلاحية التي كانت في طريقها إلى أطباق الزبائن، في استهتار تام بصحتهم.
مطابخ الموت بالناظور: جهل بالمعايير، غياب للضمير… وتواطؤ يفتح أبواب التسمم على مصراعيها!
الكثير من هذه “المشاريع الموسمية” يديرها شباب يفتقرون لأدنى درجات الخبرة والتكوين في مجال الإطعام وإدارة المطابخ. الأولوية لديهم، في كثير من الأحيان، هي تحقيق أقصى ربح ممكن في أقصر وقت، حتى لو كان ذلك على حساب نظافة المكان وجودة المكونات. فلا عجب أن تجد مستويات النظافة متدنية للغاية، سواء على مستوى العاملين أو في أماكن إعداد وتخزين الطعام. الأخطر من ذلك، أن حتى بعض المطاعم المصنفة والمعروفة، قد تتساهل في معاييرها تحت ضغط الإقبال الكثيف، فتقدم وجبات لا تستجيب للشروط الصحية. هذه الفوضى العارمة تستفيد من ضعف الرقابة، بل وأحياناً من غيابها التام، وسط تساؤلات وشكاوى حول كيفية حصول بعض هذه المحلات على تراخيص دون استيفاء الشروط القانونية، مما يغذي الشكوك حول تواطؤ محتمل من طرف بعض الموظفين المكلفين بمراقبة الجودة وقمع الغش، الذين هم أنفسهم بحاجة لمن يراقبهم ويقمع تجاوزاتهم.
صرخة إلى عامل الناظور: صحة الجالية والسياح أولوية قبل تقارير الإنجازات الوهمية!
إن الجهود التي يبذلها عامل إقليم الناظور، السيد جمال الشعراني، من أجل تحسين البنية التحتية السياحية، كتأهيل الشواطئ وتوفير المراحيض العمومية، هي خطوات إيجابية ومقدرة. ولكن هذه الجهود قد لا تكتمل صورتها المشرقة إذا لم تواكبها إجراءات صارمة وحاسمة لضمان السلامة الغذائية لزوار المدينة وأبنائها. فصحة المصطافين وأفراد الجالية العائدين ليست شأناً ثانوياً يمكن إهماله. السيد العامل مطالب اليوم، وبإلحاح، بتفعيل آلية رقابية خاصة ومشددة، لا تكتفي بالجولات الشكلية أو التقارير المنمقة التي قد تصله من بعض الجهات، والتي غالباً ما تتغنى بـ”إنجازات أسطورية” لا يراها المواطن على أرض الواقع. لقد آن الأوان ليتوقف هذا الاستهتار بصحة الناس، وأن لا يُترك الناظوريون في مواجهة مباشرة مع جشع البعض ومافيات تسعى للربح السريع ولو على حساب الأرواح. إنها دعوة لإنقاذ موسم الصيف من كارثة صحية محتملة، ولتأكيد أن صحة الإنسان في الناظور هي الأولوية القصوى.
إقرأ ايضاً
