بدأت ثمار التقارب المغربي-الفرنسي الأخير تلوح للقطاعات الإنتاجية، ولا سيما بالصحراء المغربية، حيث أبدى مجموعة من المستثمرين الفرنسيين انجذابا سريعا للثروات التي تزخر بها تلك المنطقة وخصوصا البحرية منها.
وأكد مهنيون مغاربة أن مستثمرين فرنسيين أبدوا اهتماما بشراء كميات مهمة من منتجات قطاع تربية الأحياء المائية بمدينة الداخلة.
وأفاد محمد أحمد حمنة، رئيس الجمعية المهنية لمربي الصدفيات بجهة الداخلة وادي الذهب، أن الأمر يتعلق خصوصا بالمحار، الذي يحظى الإنتاج المغربي منه بسمعة عالمية.
وعزا المهني هذا الاهتمام إلى كون “نمو المحار بخليج الداخلة لا يتطلب سوى سنة واحدة تقريبا، بخلاف المزارع الفرنسية التي تحتاج ما بين 3 إلى 4 سنوات تقريبا لذلك”، مشيرا كذلك إلى الاختلافات الكبيرة على مستوى الجودة والمذاق، كما يتميز محار سواحل الداخلة بقوقعة قوية وجودة مرتفعة.
وأكد أنه نسق مع مستثمر فرنسي مهتم بتربية الصدفيات من أجل شراء منتجات المزارع البحرية التابعة للجمعية المذكورة، بحيث تم الاتفاق على توفير الكميات التي سيحتاجها من طرف المستثمرين المنضوين تحت لواء الجمعية.
كما ينتظر أن ينتقل وفد من الجمعية المهنية لمربي الصدفيات بجهة الداخلة وادي الذهب إلى مقر الشركة الفرنسية الموجودة بضواحي باريس من أجل تبادل الخبرات والاطلاع على الممارسات الفضلى فيما يتعلق بتربية المحار.
إقرأ ايضاً
وبالإضافة إلى ذلك، أشار حمنة إلى أن فرنسا تعد موردا رئيسيا للمحار لمدينة الداخلة، من خلال شركة “France Naissain” التي تبيع صغار الصدفيات لأغلب الشركات العاملة في مجال تربية المحار بالمغرب، مشيرا إلى أنه سيتم مستقبلا إنشاء مفرخة لصغار المحار بجهة الداخلة وادي الذهب، بغية تحقيق اقتصاد في الثمن والوقت وكذا تحقيق القرب من المزارع البحرية.
وعقب زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى المغرب متم الشهر الماضي وإبرام البلدين عدة اتفاقيات للنهوض بالتعاون الاقتصادي بينها على هامش اعتراف الجمهورية الفرنسية بمغربية الصحراء، أقامت الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة بالمغرب أيامها الاقتصادية بجهتي العيون الساقية الحمراء والداخلة وادي الذهب.
وعرفت هذه الأيام حضور حوالي 50 من صناع القرار ورجال الأعمال الفرنسيين لاستكشاف فرص الاستثمار والتجارة بالجهتين الصحراويتين.
وشمل جدول أعمال هذا الحدث عروضا تقديمية لخطط التنمية الجهوية، واجتماعات عمل وزيارات للمواقع الإستراتيجية، كما ستسمح هذه الأنشطة للمشاركين بتحسين إدراكهم للأولويات والفرص الاقتصادية للجهتين بشكل أفضل، وخاصة في القطاعات الواعدة مثل الطاقات المتجددة وصيد الأسماك والمياه والبنيات التحتية.
كما ستتاح لهذه الشركات القادمة من فرنسا والمغرب الفرصة لإقامة الروابط واستكشاف فرص وآفاق التعاون وتدارس مشاريع استثمارية ملموسة، مع تنظيم اجتماعات ثنائية ” B2B”، للتحاور والتفاعل بين الشركات المشاركة، وبالتالي تعزيز الشراكات وتبادل الخبرات.