تحولت عدة شوارع في مدينة الناظور إلى مواقع أشغال مفتوحة بسبب عمليات تمديد شبكة الألياف البصرية التي تجريها إحدى شركات الاتصالات. رغم أهمية هذا المشروع لتطوير البنية التحتية الرقمية للمدينة، إلا أن طريقة تنفيذه أثارت استياء واسع بين السكان. بدلاً من أن تسهم هذه الأشغال في التقدم، أصبحت عائقاً يومياً يعرقل حركة السير ويسيء لجودة الحياة للمواطنين.
يُلاحظ في العديد من الحالات الرداءة الواضحة في ردم الحفر المُنجزة. فبعد إتمام مد الكابلات، تُترك الأرض غير مستوية، مليئة بالعوائق التي تعرقل مرور السيارات والدراجات النارية وتعرض سلامة المشاة خاصة كبار السن والأطفال للخطر. هذا الوضع يجعل من الشوارع مسالك وعرة غير آمنة ويجعل التنقل داخل المدينة مرهقاً ومزعجاً.
غياب عملية التزفيت بعد الأشغال يزيد المشكلة سوءاً. فبدلاً من إعادة الشارع إلى حالته الطبيعية، تُترك الحفر مردومة بالتراب والحصى، مما يؤدي إلى انتشار الغبار والأتربة في فصل الصيف وتكوّن البرك في فصل الشتاء. هذا الإهمال لا يشوه منظر المدينة فحسب، بل يؤثر أيضاً على صحة السكان ويزيد من صعوبة حياتهم اليومية.
بالإضافة إلى ذلك، يُلاحظ نقص شبه تام في علامات التشوير التي تُحذر مستعملي الطريق من وجود الأشغال. هذا النقص يرفع من احتمال وقوع الحوادث، خاصة في الليل أو في الأماكن ذات الحركة المرورية الكثيفة، حيث يواجه المواطنون حفرًا غير معلمة، مما يعرضهم للخطر ويفاقم حالة الفوضى والارتباك في حركة السير.
تثير هذه الحالة تساؤلات حول دور السلطات المسؤولة عن مراقبة هذه الأشغال. فأين ذهبت فرق بلدية الناظور وعمالة الإقليم المكلفون بمتابعة سير هذه المشاريع والتأكد من الالتزام بالمعايير التقنية والسلامة؟ لماذا تلتزم هذه الجهات الصمت بينما تتضرر حياة المواطنين؟
إقرأ ايضاً
هذا التقصير يثير تساؤلات حول مدى جديتها في حماية مصالح السكان وضمان جودة الخدمات المقدمة لهم. فمن غير المقبول أن تترك شركة خاصة تؤدي إلى الإزعاج والمعاناة للمواطنين دون رقيب.
وفي مواجهة هذا الوضع غير المقبول، يدعو سكان مدينة الناظور عامل الإقليم لتدخل سريع لوقف هذا الإهمال لمصالحهم. نطالب بتوجيه الضغط على الشركة المعنية لإصلاح الحفر وتزفيتها وفق المعايير المعمول بها.
نؤكد على ضرورة تعزيز دور الأجهزة والمحاسبة للمسؤولين عن الإهمال الذي أدى إلى هذا الوضع المتردي. يأمل مواطنو الناظور في تدخل حاسم من السلطات الإقليمية لضمان حقوقهم وبيئتهم الآمنة والسليمة. إن القضاء على هذا الاستهتار مسؤولية مشتركة واختبار حقيقي لاهتمام المسؤولين براحة وسلامة سكان المدينة.
