ريان إير، شركة الطيران الإيرلندية منخفضة التكلفة، تشعل قلق المسافرين المغاربة بعد أن لوّحت بإمكانية إلغاء عدد من رحلاتها الجوية نحو المغرب انطلاقاً من مطارات فرنسية، وبالتحديد مطار بيربينيا الواقع جنوب فرنسا. هذا الإعلان أثار موجة من الاضطراب وسط الجالية المغربية، خاصة بين الطلبة والعائلات محدودة الدخل التي اعتادت على الاستفادة من خدمات الشركة بأسعارها الاقتصادية.
ويظهر أن قرار ريان إير يأتي كرد فعل على الزيادة الضريبية الأخيرة التي فرضتها فرنسا على تذاكر الطيران، وهي خطوة دفعت الشركة إلى إعادة تقييم استراتيجيتها التشغيلية. ووفقاً لمراسلة رسمية صادرة عنها، ترى الشركة أن هذه الضرائب الجديدة ستؤدي إلى ارتفاع في التكاليف إلى حدود “غير قابلة للتحمل”، مما يجعل استمرار تشغيل العديد من الرحلات الجوية داخل فرنسا أمراً بالغ الصعوبة. وصرحت بأنها بصدد مراجعة خططها التشغيلية للعامين الصيفي والشتوي 2025، دون استبعاد احتمالية تقليص أو حتى إلغاء بعض الوجهات بشكل كامل.
من بين المطارات المهددة بالتأثر بشكل مباشر يوجد مطار بيربينيا، الذي يرتبط بـ11 وجهة عبر ريان إير، لكن ستاً منها تواجه خطر الإلغاء، بما في ذلك رحلات منتظمة نحو مدن مغربية مثل الدار البيضاء، أكادير ومراكش. هذا التراجع المحتمل في الربط الجوي قد يؤدي إلى تعقيد سفر المغاربة بين فرنسا والمغرب، وهو ما يثير القلق بين أفراد الجالية بشأن قدرتهم على زيارة وطنهم لقضاء العطل أو متابعة دراستهم والتزاماتهم الأسرية.
رغم ذلك، لا تزال تذاكر الرحلات معروضة للبيع حتى الآن، دون تأكيد رسمي من الشركة بشأن الإلغاء، وهو ما وضع إدارة مطار بيربينيا ومستخدميه في حالة ترقب. وفي محاولة لتهدئة المخاوف، سارعت سلطات جهة “أوكستاني” الفرنسية إلى التأكيد بأن انسحاب ريان إير “ليس مطروحاً حالياً”. كذلك طالب كريستوف ماناس، رئيس شركة SPLAR التي تدير المطار، الحكومة الفرنسية بإعادة النظر في القرار والبحث عن توازن بين المكاسب الضريبية وتداعيات خسارة حركة الطيران.
إقرأ ايضاً
وعلى ضوء هذه الأحداث، يُطرح خيار مطار خيرونا الإسباني الذي يمكن أن يكون بديلاً محتملاً لرحلات ريان إير في حال انسحابها من المطارات الفرنسية. لكن استغلال هذا الخيار يواجه تحديات عملية بالنسبة للجالية المغربية المنتشرة جغرافياً في فرنسا. كما أن الاعتماد على شركات مثل ترانسافيا لتغطية الخطوط بين باريس وبيربينيا لا يعوّض الحجم الكبير للرحلات الذي توفره ريان إير.
الجالية المغربية تعيش هذه التوترات بمخاوف متزايدة، خاصة أنها استفادت طيلة سنوات من خدمات الشركة للتنقل بسهولة نحو بلدها الأم في ظل ارتفاع التكلفة لدى شركات الطيران التقليدية. يبدو أن هذه التطورات قد تعيد تشكيل خيارات السفر مستقبلاً وتضع المسافرين أمام تحديات جديدة في الحفاظ على سفر ميسور وفعّال.
