شوارع الناظور تتحول إلى حلبات سباق ليلية: تهور يهدد الأرواح ويقوض مستقبل السياحة

1 مايو 2025آخر تحديث :
شوارع الناظور تتحول إلى حلبات سباق ليلية: تهور يهدد الأرواح ويقوض مستقبل السياحة

أريفينو خاص كريم السالمي

تنامت في الآونة الأخيرة بشكل خطير ظاهرة السياقة المتهورة وعروض “التفحيط” الخطرة في شوارع مدينة الناظور ومختلف جماعات الإقليم، محولةً الليل إلى كابوس حقيقي يقض مضاجع الساكنة ويهدد سلامة المارة ومستخدمي الطريق. لم يعد الأمر مجرد سلوكيات فردية معزولة، بل بات ظاهرة شبه يومية تنذر بعواقب وخيمة على الأمن العام والمستقبل الاقتصادي للمنطقة.
مراهقون وسيارات مستأجرة: كوكتيل الموت الليلي
تشير المعطيات والمشاهدات إلى أن عشرات المراهقين، وفي أحيان كثيرة على متن سيارات يتم استئجارها خصيصاً لهذا الغرض، هم أبطال هذه السباقات الليلية المحمومة. يتخذ هؤلاء الشبان من الشوارع الرئيسية والأحياء السكنية حلبات لاستعراض مهاراتهم المزعومة في القيادة الخطرة، غير آبهين بالقوانين أو بأرواح الآخرين. وتزداد المأساة عمقاً عندما نتذكر الحادث الأليم الذي وقع قبل أسابيع قليلة، حين لقي شاب مصرعه دهساً بسيارة متهورة في أحد شوارع المدينة، في تذكير مؤلم بالثمن الباهظ لهذا العبث.
السكينة المفقودة والأمن على المحك
تتسبب أصوات المحركات الصاخبة، والسرعة الجنونية، وحركات التفحيط المفاجئة في حالة من الهلع والذعر لدى السكان، خاصة في ساعات متأخرة من الليل. لقد تحولت لحظات الهدوء والسكينة المفترضة إلى وقت للخوف والقلق، وبات الخروج ليلاً أو حتى التواجد قرب النوافذ محفوفاً بالمخاطر. إن هذا الانفلات لا يهدد السلامة الجسدية فحسب، بل يقوض الشعور العام بالأمن والطمأنينة داخل المدينة والإقليم.
السياحة الصيفية في مواجهة خطر التهور
مع اقتراب فصل الصيف، الذي يمثل فرصة الانتعاش الاقتصادي والسياحي شبه الوحيدة لإقليم الناظور على مدار السنة، تكتسب مسألة الأمن أهمية قصوى. إن استمرار هذه الممارسات المتهورة ليلاً يبعث برسالة سلبية للغاية للزوار المحتملين وأفراد الجالية العائدين لقضاء عطلتهم. فالشعور بالأمان، خاصة في الأمسيات والليالي التي تشهد رواجاً سياحياً في المقاهي والمطاعم والكورنيش، يعد شرطاً أساسياً لازدهار السياحة. كيف يمكن للمدينة أن تجذب السياح وتحافظ عليهم إذا كانت شوارعها تتحول إلى ساحات للمخاطر والتهور بمجرد غروب الشمس؟
إن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب يقظة أمنية مشددة، وتطبيقاً صارماً للقانون ضد المخالفين، وربما إعادة النظر في شروط كراء السيارات للشباب، بالإضافة إلى حملات توعية جادة بمخاطر هذا السلوك. مستقبل الناظور السياحي وأمن مواطنيه على المحك.

إقرأ ايضاً

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات تعليق واحد
  • عبد الرحمن
    عبد الرحمن منذ أسبوعين

    كفاكم من تلك الصور أني تظهر فيها النساء المغربيات. مرة مع الأفارقة. و أخرى مع الخليجيين. و ثالثةً أمام رجال في المقاهي. لا تنس ان تلك النساء قد تكون زوجتك أو أختك. كفى من الاهانة.

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق