شواطئ المغرب تشتكي روادها لهذا السبب؟

7 أغسطس 2024آخر تحديث :
شواطئ المغرب تشتكي روادها لهذا السبب؟

“الله يرحم ليكوم الوالدين؛ جْمعوا زْبْلْكُومْ، من الرّْبعة دْ الصباح وحنا خدّامينْ”… عبارة أطلقتها إحدى عاملات النظافة التي تشتغل بشواطئ سلا مطالبة من خلالها المصطافين بالتقيد بما يمكن أن يترك الشواطئ نظيفة ويخفف الضغط عن رجال النظافة الذين يكلفون خلال فترة الصيف، حسب فرقٍ، بتنقية السواحل قبل بداية اليوم، كانت كفيلة باستحضار منسوب تلوث شواطئ المملكة بفعل التدخل البشري.

وليس ارتفاع منسوب الأزبال بالشواطئ المغربية إشكالا مستجدا؛ بل ظل لسنوات مرافقا لمواسم الاصطياف، حيث يتم ربطه عادة بـ”ثقافة خاطئة لدى المغاربة في ممارسة فعل الاصطياف لا تقدر الملك العمومي ولا تحترم البيئة”، على الرغم من كل الجهود التي تُبذل في هذا الصدد سواء من قبل فرق النظافة أو من الجمعيات البيئية التي تشتغل بطريقة تضامنية كل سنة.

وبالنظر إلى منسوب الأزبال بشواطئ المملكة خلال الوقت الراهن، يؤكد بيئيون “وجود مفارقة في هذا الصدد على اعتبار أن هناك حملات تحسيسية بشكل مكثف، سواء على مستوى الإعلام أو على أرض الواقع، يقابلها بعض المواطنين بالتجاهل وبطريقة لا تستحضر المواطنة التي تؤكد على المطالبة بالحقوق والقيام بالواجبات”، معتبرين أنه “من المفروض المرور إلى مرحلة اتخاذ تدابير فورية تجاه المتورطين في المس بجمالية الملك الشاطئي الوطني والإضرار بالبيئة عمدا”.

تفاعلا مع الموضوع، قالت سليمة بلمقدم، رئيسة حركة مغرب البيئة 2050، إن “ممارسة المواطنة تقتضي المزاوجة بين المطالبة بالحقوق وبين القيام بالواجبات؛ بما في ذلك المحافظة على الملك العمومي، خصوصا فيما يتصل بنظافته واستدامته بالشكل الأمثل”.

واعتبرت بلمقدم، أن “شواطئ البلاد تعرف اليوم للأسف منسوبا كبيرا من التلوث نتيجة القمامة المرمية على مستواها من قبل المصطافين؛ فهذا الأمر في نهاية المطاف جزء من ثقافة مغربية خاطئة في الاصطياف والاستجمام والاستفادة من الملك العمومي، وهو ما نلاحظه سواء بالمنتزهات الطبيعية والغابات وحتى الحدائق داخل المدار الحضري كذلك”.

وزادت المتحدثة عينها: “هذه الوقائع باتت اليوم متواترة وتم التطبيع معها؛ غير أن استمرار ذلك يمكن أن يجعل أية إجراءات يتم القيام بها فيما بعد غير ناجعة ولا يمكن أن تؤتي أكلها؛ فللأسف إن كل هذا يحدث ونحن أمام تحسيس متواصل على مستوى الإعلام، بما يجعل عذر ضعف التحسيس غير وارد”.

ولفتت الفاعلة البيئية، في الأخير، إلى أن “هذه الكميات المرصودة من النفايات بالشواطئ لا يمكن أن تعطينا نتائج إيجابية بتاتا؛ إما ان نكون أمام تلوث مياه البحر أو إصابة المصطافين بأمراض”.

على النحو نفسهـ سار تدخُّلُ نادية حمايتي، ناشطة وباحثة بيئية مغربية مهتمة بقضايا التنوع الإيكولوجي، التي اعتبرت أن “الصرخة الأخيرة لعمال النظافة تبقى ناتجة عن مجموعة من الممارسات التي يقدم عليها المصطافون بالسواحل المغربية، والتي ترتبط أساسا بترك أكوام من القمامة بأماكن الاصطياف الطبيعية”.

وحسب حمايتي فإن “كل هذه الممارسات تناقض الحملات التحسيسية “شواطئ نظيفة” التي تقوم بها المؤسسات الوطنية؛ فعلى الرغم من كل المجهودات التحسيسية التي جرى القيام بها إن ذلك لم يكن له وقع على سلوك المصطافين، بما يثير مسؤوليتهم بالأساس فيما يحصل للشواطئ في الوقت الراهن”.

وتبنّت الباحثة البيئية المهتمة بقضايا التنوع الإيكولوجي شعار “نعم للصيف ولا للفوضى وعدم احترام البيئة”، مقترحة المرور إلى تطبيق إجراءات في حق من ثَبُت تقصيرهم من المواطنين المصطافين في نظافة الشواطئ، حيث ذكرت إمكانية لجوء الفرق الأمنية المتجولة إلى توجيهات إنذارات شفهية للمواطنين المتورطين كخطوة أولى ستكون محمودة ومثمّنة”، خالصة إلى أن “الحملات التحسيسية حتى وإن تمّ التكثيف منها فإنه لا يمكن أن تؤثر بالإيجاب على عقليات غير مبالية بمسألة الأزبال ومتعسفة تجاه الملك العام والطبيعة وعلى البحر الذي يبقى متنفسا للمواطنين، خصوصا من الفئات البسيطة”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق