يواصل المغرب توجهه نحو توطيد مكانته في الاقتصاد العالمي من خلال الرهان على “مهن عالمية” تعتبر الحكومة أن للمملكة مؤهلات تنافسية فيها تؤهلها لكسب ذلك الرهان، بيد أن نمو هذه المهن لا يسير بسرعة واحدة، ففي وقت ينمو قطاع السيارات بسرعة مضطردة، تتراجع مساهمة قطاع النسيج ليستمر العجز التجاري للمغرب عند أرقام كبيرة.
ووفقا للتقرير الاقتصادي والمالي الصادر عن وزارة الاقتصاد والمالية؛ يعكس تحليل بنية الصادرات المغربية حسب المنظومات الإنتاجية تعزيز حصص قطاعات السيارات والطيران والإلكترونيات والكهرباء في إجمالي الصادرات المغربية، وذلك في غضون السنوات العشر الأخيرة، بينما تراجعت حصة قطاع “النسيج والجلد” من 16,7 إلى 10,8 في المئة خلال نفس الفترة.
وفي التفاصيل، زادت حصة قطاع السيارات من 21,3 إلى 33 في المئة من صادرات “المهن العالمية للمغرب” في غضون 10 سنوات (2014-2023)، متصدرة بذلك صادرات المملكة متبوعة بالفلاحة والصناعات الغذائية، التي حافظت على استقرار حصتها بنسبة 19,4 في المئة طيلة هذه المدة. أما قطاع الطيران، النامي بدوره في المغرب، فزاد حصته إلى 5,1 في المئة.
وفي المقابل، جاء قطاع النسيج والجلد في مقدمة المتراجعين، بحيث انتقلت حصته من 16,7 في المئة في سنة 2014 إلى 10,8 في المئة في 2023، إلى جانب قطاع الفوسفاط ومشتقاته الذي ساهم بنسبة 17,7 في المئة من صادرات مهن المغرب للخارج، بعدما كانت حصته في حدود 19,1 في المئة.
وأشار المصدر ذاته إلى أن المغرب سجل حتى متم غشت 2024 ارتفاعا بنسبة 5,5 في المئة في صادرات مهنه العالمية، مقارنة بنفس الفترة من سنة 2023، لتصل إلى 295 مليار درهم، لكن ذلك لم يكن كافيا لمنع العجز التجاري للمملكة من التفاقم بنسبة 3,2 في المئة إلى 197 مليار درهم، نظرا لوصول قيمة الواردات إلى ما مقداره 492 مليار درهم.
إقرأ ايضاً
ومع ذلك، تظهر أرقام الحكومة تحسنا ملحوظا لمعدل تغطية الصادرات المغربية لواردات المملكة على نطاق 10 سنوات، بحيث انتقلت التغطية من 47,7 في المئة في المتوسط بالنسبة للفترة 2007-2013، إلى 58 في المئة في المتوسط السنوي بين 2014 و2023.
وبفضل نمو صادرات المهن العالمية للمغرب، شهدت حصة البلاد في السوق العالمية بدورها منحى تصاعديا منذ سنة 2013، لتصل إلى أعلى مستوياتها، أي 0,17 في المئة، في سنة 2023 مقابل 0,10 في المئة فقط في سنة 2004.
وخلال الفترة ما بين 2007 و2023، كسب المغرب 18 سوقا جديدة، ليصل عدد أسواق التصدير إلى 189 بلدا.
كما لم يفوت التقرير الإشارة إلى تطور المحتوى التكنولوجي للصادرات المغربية، بحيث انتقلت حصة المنتجات ذات التكنولوجيا المتوسطة من 28,6 في المئة خلال الفترة 2007-2013، إلى 43,5 في المئة بين سنتي 2014 و2023، مقابل تراجع حصة المنتجات ذات التكنولوجيا المنخفضة من 22,2 إلى 16,5 في المئة، وكذا حصة المنتجات المصنعة من الموارد الطبيعية من حوالي 27 إلى 16,7 في المئة.

وهناك سبب اخر. المغاربة يفتخرون انهم يلبسون منتوجات تركية، بينما الأتراك لا يلبسون إلا تركي.