ضرائب المغرب توجه ضربة جديدا للمشاريع السكنية؟

22 مارس 2025آخر تحديث :
ضرائب المغرب توجه ضربة جديدا للمشاريع السكنية؟

كشفت معطيات جديدة عن وضع المديرية العامة للضرائب اللمسات الأخيرة على مشروع قاعدة بيانات عقارية تعاونية، مستلهمة من منظومة البيانات المستغلة لتقييم أسعار التحويل (Prix de transfert)، المصرح بها من قبل الشركات الأجنبية في المغرب، وذلك في أفق تضييق الخناق على الوداديات السكنية التي تشكل ثغرة كبيرة للتهرب الضريبي، وزيادة شفافية المعاملات العقارية من خلال الحد من التقييمات التعسفية للأسعار عند احتساب مبالغ الضريبة، والمراجعات الضريبية المترتبة عنها.

وأوضح يونس إدريسي قيطوني، المدير العام للضرائب، أن قاعدة البيانات الجديدة تهدف إلى فرض شفافية أكبر على المعاملات العقارية، ما يجعل من الصعب على الوداديات اللجوء إلى التحايل الضريبي عبر تقييمات غير موثوقة، مؤكدا أن مفتشي الضرائب لن يكون بإمكانهم بعد الآن تعديل أسعار وقيم العقارات دون مبررات موثوقة، الأمر الذي سيقلل من النزاعات مع الملزمين، ويضمن عدالة جبائية أكبر خلال عمليات التفويت العقارية، مشددا على أن المنظومة الجديدة ستشكل أرضية للنقاش بين دافعي الضرائب والإدارة حول بيانات واقعية، وليس على أساس الحدس أو التقديرات الشخصية.

وأكد إدريسي قيطوني خلال إفطار-نقاش نظمته صحيفة “ليكونوميست” الناطقة بالفرنسية، أن وضع هذا المرجع يهدف إلى استبدال التقييمات الذاتية ببيانات قابلة للمقارنة، ما يقلل النزاعات المرتبطة بالمراجعات الضريبية التعسفية، مشددا على أنه سيكون أداة دينامية تعتمد على المعاملات الحقيقية، مقسمة حسب نوع العقارات (السكني والتجاري والصناعي)، وبديلا عن النظام القديم القائم على جداول ثابتة، التي تعرضت لانتقادات كثيرة بسبب عدم استجابتها لتغيرات السوق.
محتوى اعلاني

ولمح المدير العام للضرائب إلى أنه من الناحية العملية، لن يتمكن مفتشو الضرائب من إجراء تعديلات ضريبية دون تبرير تقييمهم، من خلال مقارنات قابلة للتحقق، موضحا أنه “في الوقت الحالي، تخضع نسبة 10 في المائة من عمليات نقل الملكية لمراجعات ضريبية. ويرجع ذلك أساسا إلى تضخيم التكاليف الاستثمارية المصرح بها”، مشيرا إلى أن هذا النظام الجديد سيحد من المراجعات لتقتصر على حالات التهرب الضريبي المثبتة، ما سيوفر حماية للأفراد ضد التعسف، منبها إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى حماية المواطنين من مخاطر الوداديات السكنية، وهي تجمعات غير مهيكلة تستخدم غالبا للالتفاف على أداء المستحقات الجبائية للدولة، وذلك عبر فرض تتبع أكثر دقة للمعاملات العقارية.

إقرأ ايضاً

وكان المشرع قد أقر إجراء “الرأي المسبق”، الناظم لتضريب الأرباح العقارية، من خلال المادة 234 مكررة أربع مرات من المدونة العامة للضرائب، حيث يسري هذا المقتضى على عمليات تفويت العقارات أو الحقوق العينية المرتبطة بها، ويصبح من حق الملزم بموجب ذلك، التقدم للمديرية العامة للضرائب بطلب يرمي إلى معرفة الربح الصافي المفروض عليه الضريبة، ومبلغ الضريبة الواجب دفعه، بما يجنبه أي مراجعة ضريبية مستقبلا، علما أن الإدارة ملزمة بالتفاعل مع الطلب داخل أجل زمني محدد، حيث استهدف هذا الإجراء بشكل أساسي تقليص وتيرة فرض مساطر المراجعة الضريبية على عمليات التفويت العقارية.

ولم تعد الوداديات السكنية مستهدفة بسبب تأثيرها الضريبي فقط، بل أيضا بعلاقة مع المخاطر التي أصبحت تفرضها على المشترين، مثل غياب الضمانات القانونية، حيث شدد المسؤول الأول في الإدارة الجبائية على ضرورة تحديث الإطار الضريبي العقاري من خلال الجمع بين “الصرامة التقنية” و”العدالة الملموسة”، معتبرا أن المرجع العقاري الجديد يجسد هذا الطموح المزدوج، باعتبار أنه يستهدف الانتقال من منطق الرقابة إلى الثقة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات 3 تعليقات
  • فؤاد
    فؤاد منذ 3 أسابيع

    بعد التحية والسلام المرجوا وضع حل لمشكل السكن الاقتصادي اللذين يقومون ملاكه بكرائه والاحتيال على مديرية الضرائب يتم كرائه من دون عقد كراء وجعل العداد في اسمهم حتى يتمكنوا بعد مرور 4 سنوات الحصول على الابراء الضريبي مما يسبب مشاكل كثيرة في العمارات كإعدادها لوكر دعارة وكذا عدم الالتزام بواجبات السانديك لذا المرجوا من المديرية وضع منصة لتبليغ على كل شخص يمتلك سكن رإيسي يتحايل ثم يقوم بكرائه يكون من سكان العمارة وشكرا

  • احمد
    احمد منذ أسبوعين

    تتمة للتعليق أذناه، شقق السكن الاقتصادي المكترات التي يتهرب أصحابها من التصريح كثيرة قريبا من الألفة، والآخطر أن السلطات تعلم ذلك وتمنح المستفيدين شهادة السكنى لإنجاز البطاقة والشهادة الإدارية لرفع الرهن، ناهيك عن المشاكل التي تترتب عما ينتج من مشاكل للساكنة. هناك أحياء أخرى تعيش نفس الحالات وإن كان أقل حدة مستقبل سيدي معروف والاحياء القريبة منه النيرشوروالسومة الكرائية تتجاوز في بعض الحالات 3000 درهم تذهب لجيوب الملاك ولا تستفيد من بمداخيلها الخزينة، ويبقى بعض الحرفيين المهنيين تحت المجهر دائما ومساهماتهم تخضع للمراجعات

    • Abouali
      Abouali منذ أسبوعين

      حتى تكون شفافية في مبلغ الضرائب الارباح العقارية عند التفويت يجب تبسيط طريقة حسابها مثلا يحدد سعر أصلي للمتر مربع مبني مضروب في المساحة المبنية تم يضرب في معامل لكل منطقة.
      تحدد هده المناطق بدقة على الخرائط في كل جماعة حسب القيمة الاقتصادية للأرض وتوضع رهن إشارة المواطنين
      مثلا
      بيع منزل مساحته المبنية 260م م في منطقة معاملها 1.5
      100* 260*1.5

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق