تحتفظ المأكولات التقليدية في المغرب بمكانة خاصة بين المواطنين، ومن بينها طبق “الدوارة” الذي يُعتبر من الأطباء الشعبية التي تُقدَّم في المناسبات والأعياد. يتكون الطبق من معدة الخروف (الكروشة) المطهوة مع التوابل المغربية المميزة مثل الكمون والكركم والزعفران، غالبًا مع إضافة الخضار. ورغم قيمته الثقافية، تتنوع الآراء حول فوائده الصحية ومخاطره. فكيف يوازن هذا الطبق بين التراث والرفاهية؟
الفوائد الصحية: مصدر غني بالعناصر والتراث
- قيمة غذائية عالية:
- بروتين قليل الدهون: تُعد معدة الخروف مصدرًا للبروتين عالي الجودة مع محتوى دهني أقل مقارنة بلحوم أخرى، مما يجعله خيارًا جيدًا لبناء العضلات.
- فيتامينات ومعادن: تحتوي على فيتامين B12 الضروري لصحة الأعصاب والدم، بالإضافة إلى الزنك والحديد الذي يقوي المناعة ويحارب فقر الدم.
- التوابل: صيدلية طبيعية:
- الكركم: يحتوي على الكركمين المضاد للالتهابات والأكسدة.
- الكمون: يُحسّن الهضم ويقلل الانتفاخات.
- الزعفران: قد يساهم في تحسين المزاج وتقليل التوتر.
- الكولاجين وصحة المفاصل:
يتحول الكولاجين الموجود في معدة الخروف عند الطهي البطيء إلى جيلاتين، مما يدعم صحة الغضاريف ويقلل آلام المفاصل. - تقليل الهدر الغذائي:
يُعتبر استخدام الأحشاء في الطهي ممارسة مستدامة تعكس ثقافة “عدم إهدار أي جزء من الذبيحة”، وفق التقاليد المغربية.
المخاطر المحتملة: من التلوث إلى الإفراط
- الكوليسترول والدهون المشبعة:
رغم انخفاض الدهون مقارنة بقطع اللحم الأخرى، فإن الإفراط في تناول الأحشاء قد يرفع مستويات الكوليسترول، خاصة لمرضى القلب. - مخاطر التلوث البكتيري:
- إذا لم تُنظَّف المعدة جيدًا أو تُطهَ بشكل كافٍ، فقد تحتوي على بكتيريا مثل السالمونيلا أو الإشريكية القولونية، مما يؤدي إلى التسمم الغذائي.
- يُنصح بنقعها في الخل والليمون وغسلها عدة مرات قبل الطهي.
- الصوديوم والدهون المُضافة:
- الإكثار من الملح أو استخدام الزبدة في التحضير قد يرفع ضغط الدم ويزيد السعرات الحرارية.
- تحتوي بعض الوصفات على نسبة عالية من الفلفل الحار، مما قد يهيج الجهاز الهضمي لبعض الأشخاص.
- صعوبة الهضم:
قد يعاني البعض من انتفاخ أو عسر هضم بسبب الألياف القاسية في المعدة، خاصة لمن لديهم حساسية في المعدة.
نصائح الخبراء: كيف تستمتع بالطبق بأمان؟
- التنظيف الجيد: انقع المعدة في الماء والخل لمدة ساعتين قبل الطهي، ثم اغسلها جيدًا.
- الطهي البطيء: اسلقها مع الخضار (مثل الجزر والكرفس) لساعات لتليين الألياف وتقليل البكتيريا.
- التوازن في التوابل: استبدل الملح الزائد بالليمون الطازج والأعشاب مثل الكزبرة والنعناع.
- الاعتدال: يُفضل تناول الطبق مرة واحدة شهريًا، خاصة لمرضى السكري أو القلب.
- البدائل الصحية: استخدم زيت الزيتون بدلًا من السمن، وأضف الخضار لزيادة الألياف.
خاتمة:
بينما يحمل طبق “الدوارة” أو “بطن الخروف” إرثًا مغربيًا عميقًا وقيمة غذائية لا تُنكر، فإن سلامة تناوله تعتمد على طريقة الإعداد ودرجة الاعتدال. بتوخي الحذر في التنظيف والطهي، ومراعاة الظروف الصحية للأفراد، يمكن الحفاظ على هذا الطبق كجزء من المائدة المغربية دون التضحية بالصحة. فالتقاليد والوعي الغذائي يسيران معًا نحو مستقبل صحي أكثر إشراقًا.
إقرأ ايضاً
