عاصفة المناخ والضريبة الأوروبية تهدد “عملاق المتوسط”.. تقرير دولي يكشف التحديات الخفية التي يجب على ميناء الناظور الجديد مواجهتها للبقاء!

أريفينو.نت/خاص

في الوقت الذي يترقب فيه إقليم الناظور والمغرب بأسره انطلاقة مشروع ميناء الناظور غرب المتوسط، دق تقرير حديث لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) ناقوس الخطر، كاشفاً عن تحديات مناخية وجيوسياسية هائلة قد تضع مستقبل هذا المشروع العملاق على المحك. ويؤكد التقرير أن التحول نحو اقتصاد مينائي خالٍ من الكربون لم يعد خياراً، بل أصبح شرطاً حتمياً لبقاء الموانئ في دائرة المنافسة العالمية.

“الضريبة الكربونية”.. هل تهدد الصادرات عبر ميناء الناظور قبل انطلاقه؟
يسلط تقرير الأونكتاد لعام 2025 الضوء على أن النقل البحري مسؤول عن قرابة 3% من انبعاثات الغازات الدفيئة عالمياً، وهو رقم مرشح للتضاعف بحلول 2050 ما لم يتم اتخاذ إجراءات جذرية. الأخطر من ذلك بالنسبة لميناء الناظور غرب المتوسط هو قرب تطبيق “آلية تعديل حدود الكربون” من قبل الاتحاد الأوروبي ابتداءً من 2026. هذه الآلية ستفرض ضريبة على بصمة الكربون للمنتجات المستوردة، بما في ذلك الانبعاثات الناتجة عن الخدمات اللوجستية. ويعني ذلك أنه إذا لم يتم تجهيز ميناء الناظور بأحدث التقنيات الخضراء، فإن تنافسية كل المنتجات التي ستُصدَّر عبره ستكون مهددة بشكل مباشر.

من البنية التحتية إلى الرقمنة.. كيف يمكن للناظور غرب المتوسط أن يصبح نموذجاً للميناء الأخضر؟
يواجه المركب المينائي الجديد تحدياً مزدوجاً: حماية بنيته التحتية من آثار تغير المناخ (مثل ارتفاع منسوب مياه البحر)، وتبني تقنيات نظيفة ليصبح ميناءً أخضر بامتياز. ويشير التقرير إلى أن هذا التحول لم يعد مجرد رفاهية، بل هو أساس التنافسية المستقبلية. وتشمل الحلول المقترحة تزويد الأرصفة بالكهرباء (cold ironing)، واستخدام وقود بديل للسفن (غاز طبيعي مسال، ميثانول أخضر، هيدروجين)، ورقمنة شاملة للعمليات لتقليل فترات الانتظار والانبعاثات. وفي هذا الصدد، أشاد تقرير الأونكتاد بالتجربة المغربية الرائدة المتمثلة في منصة “PortNet”، معتبراً إياها نموذجاً يجب أن يُحتذى به في الرقمنة، والتي ستكون أداة حاسمة لتعزيز الكفاءة وتقليل البصمة الكربونية في ميناء الناظور غرب المتوسط. إن نجاح هذا المشروع الاستراتيجي لن يقاس فقط بحجم الحاويات، بل بقدرته على أن يكون ميناءً مرناً ومستداماً وقادراً على المنافسة في عالم متغير.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *