أعلنت شركة “كاسافا” للتكنولوجيا عن خططها لدعم مراكز البيانات التابعة لها، بما في ذلك تلك الموجودة في المغرب، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، خاصة الحوسبة المسرّعة والبرمجيات الذكية المطوّرة من شركة “إنفيديا”. وأوضحت الشركة أن هذا التحول سيسهم في تعزيز تطوير الذكاء الاصطناعي على المستوى المحلي، وزيادة الكفاءة الإنتاجية، وحماية البيانات، مما يعزز من القدرة التنافسية الاقتصادية للقارة الأفريقية.
كما كشفت الشركة، المتخصصة في قطاع تكنولوجيا المعلومات، عبر بيان نشرته على موقعها الرسمي، عن نيتها إنشاء أول “مصنع ذكاء اصطناعي” في أفريقيا. وأشارت إلى أن المنشأة الجديدة ستكون آمنة وعالية الكفاءة، ومزودة بتقنيات حوسبة متطورة من “إنفيديا”. الهدف هو تمكين الحكومات والشركات الأفريقية والباحثين من الوصول إلى أحدث تقنيات الذكاء الصناعي لدعم الابتكار وتطوير منتجات أكثر تقدماً.
في تفاصيل إضافية، أكد البيان أن الشركة تهدف إلى توفير تقنيات الحوسبة المسرّعة والحلول الذكية من “إنفيديا” بمراكزها في جنوب أفريقيا بحلول منتصف 2025، مع خطط للتوسع لاحقاً في الدول الأخرى مثل مصر وكينيا والمغرب ونيجيريا.
سترايف ماسييوا، مؤسس ورئيس الشركة، أوضح أن بناء بنية تحتية رقمية داعمة لاقتصاد الذكاء الاصطناعي يمثل أولوية لتفعيل إمكانيات القارة الأفريقية في إطار الثورة الصناعية الرابعة. وأضاف أن “مصنع كاسافا الذكي” سيتيح الابتكار على نطاق واسع ويعزز الاستقلال الرقمي، مما يقدم حلولاً وفرصاً غير مسبوقة للشركات الناشئة والباحثين الأفارقة دون الحاجة للبحث خارج القارة.
العوامل الداعمة
وفي تعليق على هذه المبادرة، أشار الخبير الأمني الطيب الهزاز إلى أن استثمار “كاسافا” في المغرب يعود بشكل أساسي إلى البنية التحتية الرقمية التي تتناسب مع متطلبات الذكاء الاصطناعي وتقنيات الحوسبة المسرّعة. وأكد أن المغرب يمتلك موارد بشرية مؤهلة، لا سيما بين الشباب العاملين في مجالات التكنولوجيا الحديثة.
إقرأ ايضاً
وأوضح الهزاز أن العديد من الشركات العالمية التي زارها أو تعامل معها خلال المعارض الدولية تعتمد بشكل كبير على كفاءات مغربية شابة تتراوح أعمارها بين 25 و32 عاماً. واعتبر أن هذه الكفاءات المحلية تلعب دوراً محورياً في جذب المزيد من الاستثمارات التكنولوجية العالمية إلى المغرب. وأضاف أن الشركات المغربية الناشئة في المجال الرقمي تعمل باستمرار على التفاوض مع أطراف عالمية لتوجيه استثماراتها نحو المغرب بفضل البيئة المواتية التي يوفرها.
انعكاسات إيجابية
أما حسن خرجوج، خبير التطوير الرقمي، فأكد أن مشروع إنشاء مصنع ذكاء اصطناعي في أفريقيا سيوفر للمغرب ميزة تنافسية على المستويين القاري والدولي. ولفت إلى أن المغرب يمكن أن يستفيد من هذه المنشأة في تطوير صناعات مختلفة مثل الطب والطيران والسيارات، وحتى في المجال العسكري لأغراض الحماية.
وذكر خرجوج أن المشروع قد يسهم في تطوير قطاعات جديدة كان المغرب بحاجة إليها، مثل تحليل الأسواق القارية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يفتح الباب أمام الشركات المغربية لتسويق خدماتها على صعيد القارة. كما يرى أن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية وطنية تهدف لجعل المغرب مركزاً قارياً للصناعات التكنولوجية الذكية بما يتماشى مع الرؤية الملكية لدعم هذا القطاع الحيوي.
