دق نشطاء وحقوقيون بفاس، ناقوس الخطر بشأن الأوضاع البيئية والصحية التي تعيشها ساكنة تعاونية النصر براس الما، التابعة لجماعة عين الشقف، بسبب الأنشطة الصناعية لشركة “لافارج هولسيم” السويسرية المتخصصة في صناعة مواد البناء.
وحذر الفاعلون الحقوقيون من التداعيات الخطيرة للانبعاثات الغازية المنبعثة من المصنع، والتي تسببت في انتشار أمراض تنفسية وجلدية، خاصة بين الأطفال وكبار السن، وسط غياب أي تدخل فعال للحد من الأضرار.
وبالتوازي مع ذلك، يشتكي سكان المنطقة من تدهور المجال الفلاحي جراء التلوث، حيث تضررت المحاصيل الزراعية والماشية، ما انعكس سلبا على مردودية الفلاحين ومعيشة الأسر التي تعتمد على الفلاحة كمصدر رئيسي للدخل.
وفي هذا السياق، أصدرت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومكافحة الفساد بالمغرب بيانا استنكاريا طالبت فيه السلطات المحلية بالتدخل العاجل لحماية حقوق الساكنة وضمان بيئة سليمة لهم.
وأضاف المصدر نفسه أن شركة “لافارج هولسيم” لم تفِ بالتزاماتها الاجتماعية والتنموية تجاه المنطقة، حيث لم تبادر بأي مشاريع لفائدة السكان، رغم الأرباح الكبيرة التي تحققها من استغلال موارد المنطقة.
إقرأ ايضاً
كما نددت المنظمة برفض الشركة التواصل مع المجتمع المدني والجمعيات المحلية، إضافة إلى إقصاء أبناء المنطقة من فرص العمل داخل المصنع، مشددة على ضرورة اتخاذ إجراءات ملموسة لإنهاء هذه الوضعية التي وصفتها بـ”الكارثية”، ومحملة الشركة مسؤولية التداعيات الصحية والبيئية لأنشطتها، ومؤكدة استعدادها لاتخاذ كل الخطوات القانونية والترافعية لضمان حقوق الساكنة.
يذكر أن لافارج هولسيم هي إحدى أكبر الشركات المتخصصة في صناعة مواد البناء مثل الأسمنت، الزلط، الخرسانة في العالم، تأسست في 10 يوليو 2015 نتيجة الاندماج بين شركة لافارج الفرنسية للأسمنت، وشركة هولسيم السويسرية، لتبلغ القيمة السوقية للشركة بعد الاندماج حوالي 50 مليار دولار أمريكي، يقع مقرها الرئيسي في مدينة رابرسفيل يونا السويسرية وفرع رئيسي في العاصمة الفرنسية باريس، وتعمل الشركة في 90 دولة حول العالم، وتمثل الأسواق الناشئة مثل أسواق أمريكا الجنوبية وأفريقيا 60% من مبيعات الشركة، ويعمل بها ما يقارب 100,956 موظف، وتبلغ الطاقة الانتاجية للشركة من مواد البناء ما يقارب 368.5 مليون طن سنوياً.
