عملاق عالمي جديد ينجز مصنعا ضخما في المغرب؟

2 أبريل 2025آخر تحديث :
عملاق عالمي جديد ينجز مصنعا ضخما في المغرب؟


تخطط شركة “ويسدوم موتور” الصينية للانطلاق نحو آفاق جديدة في شمال إفريقيا، حيث تتطلع إلى إنشاء مصنع كبير لتجميع السيارات الكهربائية في المغرب، وفقًا لتقارير إعلامية فرنسية. هذه الخطوة تأتي كجزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى تقليل تأثير السياسات التجارية الصارمة التي فرضتها الولايات المتحدة، خاصة بعدما عاد دونالد ترامب إلى الساحة السياسية في البيت الأبيض.

وفقًا لما ورد في صحيفة “أفريكا أنتلجنس”، بدأت “ويسدوم موتور” سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين مغاربة ومستثمرين محليين لاستكشاف إمكانية الاستثمار داخل المغرب، الذي تحول إلى وجهة صناعية بارزة في صناعة السيارات على المستوى الإقليمي. وتشير التقارير إلى أن الشركة تدرس عدة مواقع محتملة لإنشاء مصنعها، بما في ذلك “القنيطرة” و”طنجة المتوسط”، وهما منطقتان تتميزان ببنية صناعية متقدمة تستضيف بالفعل مصانع لكبرى الشركات العالمية مثل رونو وبيجو.

الدفعة التي تسعى “ويسدوم موتور” لتحقيقها في المغرب تعتمد على الميزات المتعددة التي يوفرها هذا البلد، بدايةً من البنية التحتية المتطورة مثل الموانئ الحديثة وشبكات النقل الجيدة، وصولًا إلى الحوافز الاستثمارية التي تقدمها الحكومة لتشجيع المستثمرين الأجانب. كما أن المغرب يُعتبر محطة استراتيجية بفضل موقعه الجغرافي وتعدد اتفاقيات التبادل التجاري الحر التي تربطه بأسواق أوروبية وإفريقية واعدة. هذه العناصر تجعل المغرب ليس فقط سوقًا محليًا جذابًا للشركة الصينية، بل أيضًا نقطة انطلاق رئيسية لتصدير سياراتها نحو أسواق مجاورة.

هذا التحرك يعكس توجها أوسع لدى الشركات الصينية لإعادة هيكلة استراتيجيات التصنيع، بعيدًا عن التقلبات الجيوسياسية الناتجة عن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة. الاستثمار في المغرب يعزز أسباب هذا التحول، حيث إن المملكة توفر بيئة مستقرة ومرنة تُمكّن الشركات العالمية من مواجهة التحديات الدولية بسلاسة.

إقرأ ايضاً

يجدر الإشارة إلى أن المغرب شهد طفرة كبيرة في صناعة السيارات على مدى العقد الماضي، حتى أصبح أكبر مُصنّع للسيارات في إفريقيا، متجاوزًا جنوب إفريقيا بفضل التدفق الاستثماري من شركات دولية عملاقة. ويُعد قطاع السيارات أحد الركائز الأساسية للاقتصاد المغربي، حيث يشكل حوالي 25% من إجمالي صادرات البلاد. أما صناعة السيارات الكهربائية والهجينة فهي تُضيف نقطة قوة جديدة لهذا القطاع، خاصةً مع تصاعد الطلب العالمي على وسائل النقل منخفضة الانبعاثات وضرورة الامتثال للمعايير البيئية المُحددة من قبل الاتحاد الأوروبي.

باختصار، يبدو أن الطريق ممهد أمام “ويسدوم موتور” لتحقيق نقلة نوعية كبيرة تؤثر إيجابيًا على مستقبل الصناعة في شمال إفريقيا، مع مساهمة المغرب في ترسيخ مكانته كعملاق صناعي واستثماري على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق