في عام 1963، تقدمت شخصيات أمريكية من عالم الفن والتأليف، إلى جانب مؤرخين وسينمائيين، بعرض مالي مغرٍ لشراء مذكرات البطل الوطني محمد بن عبد الكريم الخطابي من أسرته بهدف تحويلها إلى فيلم سينمائي.
وعلى الرغم من الظروف المالية الصعبة التي كانت تمر بها الأسرة أثناء إقامتها في القاهرة، رفضت الأسرة الخطابية العرض بشدة، مؤكدة أن المذكرات هي ملك لها وحدها، وهي التي تملك الحق في نشرها أو عدمه.
العرض الأمريكي بلغ 500 ألف دولار، مع وعد بالاستفادة من عائدات حقوق التأليف لمدة 40 سنة، حسب ما صرحت به عائشة الخطابي، نجلة المجاهد الراحل. وفي ظل وضع اجتماعي كان فيه أجر الموظف الحكومي لا يتجاوز 30 درهما في الشهر، بدا العرض مغريًا، لكنه قوبل بالرفض حفاظًا على موروث الخطابي وتاريخه.
وتجدر الإشارة إلى أن المخرج السوري الراحل مصطفى العقاد، صاحب فيلم “عمر المختار”، حاول هو الآخر قبل وفاته إنجاز فيلم عن شخصية الخطابي، لكن المشروع لم يرَ النور.
في المقابل، انطلقت مؤخراً أعمال تصوير فيلم سينمائي طويل بعنوان “أنوال”، من إخراج محمد بوزكو وسيناريو محمد النضراني، ليروي قصة المقاومة البطولية التي قادها الخطابي ضد الاستعمار الإسباني، خاصة في معركة أنوال التاريخية. الفيلم، الذي تم تمويله من قبل المركز السينمائي المغربي، تم تصويره في مناطق متعددة من المغرب، وسيعرض في دور السينما خلال الأشهر القادمة.
ليبقى السؤال في الاخير هل سيوفق فيلم “أنوال” في تقديم ملحمة الخطابي بالمستوى الذي يليق بمكانته التاريخية؟