تظل السفينة “النسر الأبيض” راسية في ميناء الناظور لأكثر من شهرين، وسط تساؤلات وحالة من الغموض حول طبيعة حمولتها والسبب وراء احتجازها. كانت الرحلة البحرية للسفينة قد انطلقت من سيراليون إلى لبنان، لكنها اختفت من أجهزة التتبع بعد إطفاء إشارتها قرب سواحل الرباط، لتظهر مجددًا في ميناء الناظور، دون بيان حكومي يوضح ملابسات هذه الرحلة المشبوهة.
يذكر تقرير لصحيفة “لاراثون” الإسبانية أن القضية تتعقد بسبب المعلومات التي تفيد بأن السفينة غيّرت اسمها سبع مرات منذ بنائها في أحواض شنغهاي عام 1991. هذا السلوك يثير الريبة في الأوساط البحرية، إذ غالبًا ما يتعلق بمحاولات للتمويه وتضليل المتابعة الدولية.
وأوضح التقرير أن السفينة كانت تحمل أسماء أخرى مثل “Breadbox Falcon”، و”Saphir”، و”Baltimar Sirius”، وغيرها. ورغم أنها تحتفظ برقم التسجيل البحري نفسه (IMO 8812930)، إلا أن تغيير الأسماء يُعد غير معتاد ويستخدم أحيانًا لإخفاء هوية السفن عن أنظمة التتبع.
إقرأ ايضاً
وأشار التقرير إلى أن باطن السفينة لم يخضع لتفتيش شامل حتى الآن، بينما يظل طاقمها، الذي يتكون في غالبيته من فلبينيين، على متنها دون السماح لهم بالنزول، حتى بعد زيارة السفير الفلبيني لهم. ومع غياب التوضيحات الرسمية، تزداد التكهنات حول الجهة المستهدفة من الشحنة. حيث تُلمح بعض التحليلات إلى ارتباط محتمل بجماعة حزب الله الإرهابية، في حين تربط أخرى السفينة بشبكة “موكرو مافيا” الإجرامية الناشطة من هولندا. ومع استمرار الصمت الرسمي، تبقى “النسر الأبيض” قضية غامضة ومثيرة للشكوك.
