فرنسا تكشف استعانة المغرب بالذكاء الصناعي لمحاربة هذه الآفة الكبيرة؟

17 فبراير 2025آخر تحديث :
فرنسا تكشف استعانة المغرب بالذكاء الصناعي لمحاربة هذه الآفة الكبيرة؟

كشفت إذاعة فرنسا الدولية في تقرير مطول عن توجه المغرب نحو توظيف الذكاء الاصطناعي في محاربة الأمية، وذلك من خلال مركز الأبحاث AI Movement، الذي أنشئ عام 2021 تحت إشراف جامعة محمد السادس متعددة التخصصات. ويهدف هذا المركز إلى تطوير حلول تعتمد على التكنولوجيا الحديثة لمواجهة بعض الظواهر الاجتماعية، بما في ذلك الأمية التي لا تزال تشكل عائقًا أمام شريحة واسعة من المغاربة.

ونقل التقرير عن الباحثة المغربية ابتسام الخمليشي أن بعض الابتكارات التي يعمل عليها المركز تتعلق بتسهيل حياة الفئات غير المتمكنة من القراءة والكتابة، مثل تطبيق يتيح للمستخدم مسح الوثائق ضوئيًا وسماع تفسير صوتي لمحتواها، وهو ما يمكن أن يساعد الأميين في التعامل مع الوثائق الرسمية وتذاكر السفر.

وأوضحت أن هذه التكنولوجيا مصممة لتكون سهلة الاستخدام، حيث يكفي توجيه كاميرا الهاتف نحو المستند حتى يتم تحويل النص المكتوب إلى صوتي، ما يسهل على غير المتعلمين فهم محتوى الأوراق الرسمية دون الحاجة إلى مساعدة الآخرين.

ويعد مركز AI Movement، الذي يقع داخل حرم جامعة محمد السادس، واحدًا من أكثر مراكز الذكاء الاصطناعي تقدمًا في إفريقيا، حيث يطور مجموعة واسعة من التقنيات التي تشمل الروبوتات المستقلة، وتحليل البيانات الضخمة، والحلول الرقمية المخصصة للسياقات المحلية. وأكد التقرير أن المغرب يسعى، عبر هذا المركز، إلى ترسيخ مكانته كمركز إقليمي في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال مشاريع عملية تساهم في تحسين جودة الحياة لمواطنيه.

إقرأ ايضاً

ورغم هذه الطموحات، تواجه جهود المغرب في هذا المجال عدة عقبات، أبرزها التمويل وضمان استدامة المشاريع البحثية، فضلًا عن ضرورة تعزيز التكامل بين البحث العلمي والقطاع الصناعي لضمان تطبيق هذه الابتكارات على نطاق واسع. وفي هذا السياق، أوضح الخبير في الذكاء الاصطناعي “محسن الدوهامني” أن تطوير تقنيات كهذه لا يكفي وحده، بل يجب أن يترافق مع سياسات حكومية داعمة وشراكات مع القطاع الخاص لضمان وصول هذه الحلول إلى الفئات المستهدفة.

ويأتي هذا المشروع في وقت تتزايد فيه الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي بإفريقيا، حيث تتنافس عدة دول، مثل جنوب إفريقيا ونيجيريا، على الريادة في هذا المجال. ووفقًا لتقرير صادر عن الاتحاد الإفريقي للتكنولوجيا الرقمية، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في تقليص معدلات الأمية بشكل ملحوظ إذا تم دمجه في البرامج التعليمية والتوعوية بشكل فعال.

ويطرح هذا التوجه المغربي تساؤلات حول مدى نجاح هذه التكنولوجيا في تقليص الفجوة الرقمية، ومدى قدرة المملكة على تبني سياسات تدعم الذكاء الاصطناعي كأداة لمواجهة مختلف الآفات الاجتماعية، خاصة في ظل الحاجة إلى تحسين البنية التحتية الرقمية وضمان وصول هذه التقنيات إلى الفئات الأكثر احتياجًا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق