بعد استقرار الوضع السياسي في باريس والجزائر، تعتزم فرنسا استئناف مساعيها لتحسين العلاقات مع الجزائر بعد توتر نتج عن موقفها من دعم الحكم الذاتي في نزاع الصحراء الغربية الذي يقدمه المغرب كحل على حساب تقرير المصير.
ونجح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تشكيل حكومة ذات طابع يميني برئاسة ميشيل بارينييه بعد صعوبات امتدت لأكثر من شهر، واجتازت الجزائر مرحلة الانتخابات الرئاسية بفوز للرئيس عبد المجيد تبون، فيما تسعى فرنسا لتحسين العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث كان ماكرون أول المهنئين ضمن قادة الغرب لتبون بمناسبة انتخابه مجددا، وأقدم منذ يومين على إرسال دبلوماسية مخضرمة الى الجزائر وهي آن كلير ليجندر، مستشارة الرئيس لشؤون شمال أفريقيا والشرق الأوسط، حيث استقبلها رئيس الجمهورية.
وكمظهر لبدء ذوبان الجليد بين البلدين، قام الرئيس عبد المجيد تبون بنفسه باستقبالها، وهو ما اعتبرته جريدة “كل شيء حول الجزائر” بأنه ثان اتصال في ظرف أيام قليلة على مستوى رئاسة البلدين، وهو مؤشر نحو الانفراج لتجاوز الأزمة بين البلدين.
ولم يكشف الطرفان عن مضمون الرسالة التي حملتها آن كلير لجندر، وقد تكون شرحت للرئيس تبون موقف فرنسا من قضايا إقليمية على رأسها ذات الاهتمام المشترك مثل الساحل الإفريقي، حيث تستغل فرنسا غضب الجزائر من تصرفات مليشيات فاغنر المتزاجدة في مالي، وعالجت موقف فرنسا من نزاع الصحراء الغربية، وتتطلع باريس لتفهم الجزائر لموقفها في الصحراء.
وكانت العلاقات قد دخلت النفق نهاية تموز الماضي عندما أعلن الرئيس ماكرون أنه لا يمكن حل نزاع الصحراء إلا في إطار الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، وسحبت الجزائر سفيرها من باريس بسبب هذا الموقف.
وتبدي فرنسا القلق من بطئ التبادل التجاري بينها وبين الجزائر، إذ تراجع خلال النصف الأول من السنة الجارية مقارنة مع الفترات نفسها من الثلاث سنوات الماضية، وتريد باريس تنشيط التبادل التجاري ليكون صمام آمان ضد الانزلاق في المجال الدبلوماسي الذي يحدث بين الحين والآخر.
وتحرص فرنسا على عدم فقدان السوق الجزائرية لصالح تركيا والصين وإيطاليا والمانيا، وتعتبر الجزائر ثان شريك تجاري لفرنسا في إفريقيا بعد المغرب.