كشف الخسائر الفادحة للأسر المغربية من الساعة الاضافية؟

20 أبريل 2025آخر تحديث :
كشف الخسائر الفادحة للأسر المغربية من الساعة الاضافية؟


منذ تبني الحكومة المغربية التوقيت الصيفي (GMT+1) طوال العام قبل سبع سنوات، لا يزال هذا القرار مثار جدل واسع بين مؤيديه ومعارضيه. يشكك الجميع في تأثيره على الاقتصاد والإنتاجية والمجتمع في غياب دراسات رسمية دقيقة تُظهر نتائجه الحقيقية.

القرار الذي تم اتخاذه بشكل مفاجئ في أكتوبر 2018، فُسر حينها برغبة في تقليل استهلاك الطاقة وتعزيز التوافق الزمني مع البلدان الأوروبية مثل فرنسا وإسبانيا وألمانيا. ولكن بعد مرور كل هذه السنوات، يبدو أن فعاليته لا تزال موضع تساؤل، خاصة في ظل غياب أي تقارير حكومية توضح أثره على الاقتصاد الوطني.

أما عن القطاع الخاص، فقد دافعت جهات مثل الكونفدرالية المغربية للمصدرين (COMEX) عن القرار، متحدثة عن فوائده في تحسين التوافق الزمني مع أوروبا وتسريع المعاملات التجارية، خاصة الاجتماعات عن بُعد.

الفدرالية المغربية للصناعات الميكانيكية والمعدنية والكهربائية (FIMME) أشارت إلى أن آثار التوقيت الصيفي على الإنتاجية الصناعية كانت “متباينة”. وفقًا لعبد الحميد الصويري، رئيس الفدرالية، فإن المواءمة مع التوقيت الأوروبي حسنت من جداول التسليم واللوجستيات، لكنها تسببت في صعوبات للعمال خلال الخريف والشتاء.

في حين أظهرت بعض القطاعات مثل مراكز الاتصال والخدمات الرقمية استفادة واضحة من التوقيت الصيفي، لم تحظ القطاعات التقليدية مثل الزراعة والبناء بنفس الفوائد بسبب قلة اعتمادها على التوقيت الأوروبي. وبالرغم من ادعاءات توفير الطاقة، تشير الفدرالية إلى أن الربح الطاقي المتحقق غير ملموس.

الدكتور الطيب حمضي، الباحث في السياسات والنظم الصحية، يرى أن التوقيت الشتوي هو الأنسب لجسم الإنسان لأن تغيير الساعة يؤثر على الساعة البيولوجية وقد يرتبط بمخاطر صحية مثل زيادة نسبة الأزمات القلبية وحوادث الطرق. ويشير حمضي إلى أن العالم بدأ يميل إلى إلغاء تغيير الوقت الموسمي لصالح توقيت موحد طيلة السنة.

بينما يستمر الجدل حول الساعة الإضافية، يبدو أن الحكومة تلتزم الصمت دون تقديم دراسة علمية شاملة أو نتائج موثقة لقرارها. وفي النهاية، يبقى القرار مثار نقاش مجتمعي واقتصادي حيوي.

أشار المتحدث إلى أن التوقيت الصيفي يتمتع بأكبر تأثير صحي، حيث يوصي الخبراء بتبني التوقيت الشتوي بشكل دائم، لأنه يتماشى أكثر مع الطبيعة البشرية. الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان لينشط في النهار ويخلد للنوم في الليل. تلك الساعة الإضافية في الصيف تميل إلى إرباك الساعة البيولوجية للإنسان. أوضح الباحث في السياسات والنظم الصحية أن تغيير التوقيت عبر إضافة أو تقليص ساعة قد تم تطبيقه في القرن الماضي لأغراض توفير الطاقة الكهربائية، بهدف تقليل استهلاكها. ومع ذلك، فقد أشارت الدراسات الدولية حاليًا إلى أن الإنارة المنزلية لم تعد تستحوذ على الكثير من الطاقة بفضل استخدام المصابيح الحديثة ووسائل توفير الطاقة. لذا، لم يعد هذا الإجراء يحقق وفرا كبيرًا في استهلاك الكهرباء. وأضاف أن العديد من دول العالم تتجه نحو إلغاء تغيير التوقيت بين الصيف والشتاء وجعل التوقيت موحدًا على مدار العام. تتخذ كل دولة هذا القرار بناءً على عوامل صحية واقتصادية وتجارية وعلاقاتها الدولية. أوضح الدكتور الطيب حمضي أن الدراسات تظهر زيادة بنسبة 25% في حالات الأزمات القلبية في أيام الاثنين التالية للانتقال إلى التوقيت الصيفي مقارنة بالأيام الأخرى. بينما الانتقال إلى التوقيت الشتوي لا يزيد من مخاطر النوبة القلبية، حيث يتشابه مع التوقيت الشمسي الأقرب فسيولوجيًا. أكد حمضي أن الأخطاء المهنية ترتفع بشكل عام، بما فيها الأخطاء الطبية، بعد تغيير التوقيت نحو الصيف حيث تم تسجيل زيادة بنسبة 22% في حالات دخول المستشفى بسبب اضطرابات القلب عقب فقدان ساعة من النوم. بينما لا يظهر تغيير التوقيت الشتوي مثل هذه الزيادة. قال المتحدث إن تغيير الساعة يؤثر على الساعة البيولوجية، مما يرتبط بمخاطر صحية مثل اضطرابات النوم واليقظة ونقص النوم وزيادة خطر النعاس أثناء العمل أو القيادة، بالإضافة إلى مشاكل الانتباه والتركيز، الأمر الذي يقود إلى حوادث العمل والسير، فضلاً عن الأرق واضطرابات الشهية والمزاج. يرى الدكتور حمضي أن التوقيت الشتوي هو الأنسب لجسم الإنسان، حيث يتماشى مع بيانات علمية تؤكد تأثير تغيير التوقيت على الصحة. وأوضح أن التوقيت الشتوي يتماشى مع طبيعة جسم الإنسان للعمل والنوم وفقًا لضوء النهار وظلمة الليل، ما يجعله أكثر ملائمة مقارنة بالتوقيت الصيفي. كما يساهم التعرض للضوء أثناء فترات معينة في تحسين وظائف الجسم مثل إفراز الميلاتونين الذي يتحكم في تنظيم النوم ونشاط الدماغ ودرجة الحرارة والنظام القلبي الوعائي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق