كشف سر التراجع الكبير للسياحة الداخلية بشمال المغرب؟ | أريفينو.نت

كشف سر التراجع الكبير للسياحة الداخلية بشمال المغرب؟

21 يوليو 2024آخر تحديث :
كشف سر التراجع الكبير للسياحة الداخلية بشمال المغرب؟

صيف هادئ وغير مألوف، ذاك الذي تعيشه السواحل الشمالية على واجهة المملكة المتوسطية، كنتيجة حتمية لتراجع توافد آلاف المصطافين المغاربة والأجانب لقضاء عطلة الصيف وتحريك عجلة التنمية والاقتصاد بحواضر طنجة، مارتيل، المضيق، الحسيمة وغيرهم من المدن التي تعوّدت منذ عقود استقبال السياح فور حلول الموسم الصيفي مع تسجيل ذروته السياحية بداية شهر يوليوز من كل سنة.

وفي مشهد مغاير وصادم، تكاد مدن الشمال بصفة عامة تخلو من زوارها المألوفين في الصيف، فلا الشوارع مكتظة بالسياح والمهاجرين، ولا الشواطئ تشهد إنزالاً للمصطافين القادمين من كل صوب في ربوع المملكة، حتى أن سماسرة الشقق المعروضة للإيجار ممن كانوا يشتكون الاكتظاظ تغيّرت لجهتهم ومضمون شكواهم وباتوا يتحدّثون عن “موت الحركة”، في إشارة لضعف الإقبال هذه السنة.

وحالة الركود “غير المسبوق” الذي يعيشه قطاع السياحة في شمال المملكة بالمقارنة مع سنوات مضت، من شأنه أن يؤثر على القطاع السياحي وعائداته ويحرم فعلياً فئات عريضة من موسم مطبوع بالرواج والحركية، كما ينذر من جهة ثانية بتكبد أرباب ومهنيي القطاع خسائر فادحة، لم تكن في حسبان وزارة السياحة، وهي تحتفي قبل أيام بارتفاع إيرادات السياحة في المغرب بنسبة تجاوزت 1.6% خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، وتعد على لسان فاطمة الزهراء عمور بأن تواصل عائدات السياحة نموها، بما يتماشى مع توقعات الوزارة خلال العام الجاري.

ووفق تقديرات محمد رضا، وهو منعش عقاري في مدينة مارتيل، فقد تراجع الإقبال على المدينة الساحلية التي كانت إلى حدود السنة الماضية محجّاً محبوباً للمغاربة بنسبة تفوق 75 في المائة، مؤكداً أن خلو المدينة من ضيوفها تسبب في حالة ركود غير مسبوقة تُذكر الساكنة والفاعلين المهنيين في المنطقة بأزمة “كوفيد 19”.

رضا، أكد تراجع الطلب على الشقق العائلية، وكذا الفندقية، وهذا ليس فقط على مستوى مدينة مارتيل لوحدها لكن أيضاً كل المدن المجاورة التي باتت تعزف ذات اللحن، وذلك على الرغم من تراجع الأسعار، مورداً: “المنازل والشقق المفروشة العائلية التي كنا نوفرها في السنوات السابقة بحوالي 1300 درهم لليلة الواحدة، باتت اليوم في حدود 600 درهم، أما الشقق التي كنا نؤجرها بحوالي 800 درهم باتت في حدود 300 أو 400 درهم، ومع ذلك العرض أكثر من الطلب”.

وبالبحث عن خيارات الإيجار في booking أو airbnb وباقي التطبيقات المختصة، بما فيها تلك الأقل شهرة، تمت ملاحظة أن مجموعة من الفنادق والدور السياحية خفضت بدورها من التكلفة، وهو ما يجعل العرض أقل بكثير من الذي اعتاده المغاربة في هذه الفترة من السنة، ويُساءل أسباب هذا العزوف غير المألوف عن الاصطياف في مدن الشمال التي لطالما كانت الوجهة المفضلة للمغاربة.

إقرأ ايضاً

وفي هذا الإطار، قال حميد العباسي، وهو صاحب فندق مصنّف بمدينة طنجة إن العرض السياحي “قائم وموجود ومغرٍ، لكن بالفعل هذا العرض المناسب بات يفوق الطلب هذه السنة”، مورداً: “مع العلم أن مدينة “البوغاز” شهدت في فترات سابقة بما فيها فصل الشتاء لحظات أفضل إقبالاً من هذه التي تعيشها، وهي في شهر يوليوز الذي يُفترض أن يكون ذروة فصل الصيف”.

وبوجود فرق واضح على مستوى الإقبال هذه السنة الحالية مقارنة مع السنوات السابقة، بما فيها السنة الماضية، يستبعد العباسي حدوث مفاجأة تُعيد الأمور إلى نصابها، إذ لا يتوقع أن يسجل الموسم الحالي أرقاماً مهمة على مستوى المبيت على غرار الموسم الماضي.

وأوضح الفاعل الفندقي في هذا الإطار، بأن السنة الماضية على سبيل المثال في هذه الفترة كان فندقه في طنجة ممتلئاً عن آخره، والأمر نفسه في المضيق، لكن اليوم الطاقة الاستيعابية لفنادقه لم ترقَ إلى المستوى المطلوب، بل ولم تصل حتى إلى النصف، ليبقى الرهان على شهر غشت المقبل لإنقاذ الموسم.

ويرجع ضعف الإقبال على الاصطياف في مدن الشمال الساحلية هذه السنة إلى عدة عوامل، لعل أبرزها موجة الغلاء المتفاقم وتضرر مداخيل الطبقة الوسطى الذي حال دون توفير ميزانيات الاستجمام والسياحة الصيفية، فضلاً عن تقديم ومنح أجرة شهري يونيو ويوليوز قبل عيد الأضحى من طرف الحكومة لموظفي القطاع العام، ما أربك التوازن المالي للأسرة وترتيبات عطلة الصيف.

وجعلت هذه الظروف مجتمعة، المغاربة يفضلون قضاء العطلة الصيفية في مدنهم الأصلية، والتخلي عن عادة السفر والسياحة المستحبة للترفيه عن النفس في هذه الفترة من السنة، سيما بالنسبة للأسر متوسطة الدخل التي تعتمد على الادخار من أجل قضاء عطلة الصيف.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات 12 تعليق
  • Abdou ouazzani
    Abdou ouazzani منذ 7 أشهر

    Je n’irais pas comme touriste au nord cette année.. pour passer les vacances comme a l’accoutumé , j’ai pris cette décision en guise de solidarité avec mes compatriotes qui veulent donner une bonne leçon aux ceux qui ternissent l’image du tourisme au Maroc

  • مغربي
    مغربي منذ 7 أشهر

    غلاء العيد والمعيشة والمدرسة المازوط وووو هذا كله جعل الناس يتراجعون عن الاطياف والسفر خصوصا الفئة المتوسطة

  • Aida
    Aida منذ 7 أشهر

    شخصيا تصدمت السنة الماضية ملي مشيت لمظيق المدينة اللي تعرفت عليها اول مرة ف 2008 زوينة هادءة نقية اتمنة معقولة الحوت متلا السبت و الاحد بتمن و الاتنين كاينزل بالنص و البحر نقي فيه شوية الرملة لكن نقي و الامان
    و مشيت جوج مرات اخرين كان اخرها 2013 الروعة حيت مشيت بداية شتنبر
    و لكن داك الصيف من غير الجشع ديال الديور و المحلات عمومااا كاين الازحام و داك الشاطيء صدمني مابقاتش فيه ريحة الرملة بقا غير الحجر و كوكياج خايب خايب خايب و البرلسولات الصفين فالماء
    المهم العصاب بعينيه سمحت ف 1200 درهم ديال تلات ليالي و رجعت فحالي.
    شقة اصلا مطلة على البيشان ديال السوق و الصداع النهار و الليل ديال البياعة و الكليان
    و ماناوياش مزال نرجع حتى يتصاوباو بناقص .
    للاسف المظيق و النواحي فيه العشوائية اكتر من الازم

  • يوسف
    يوسف منذ 7 أشهر

    لماذا تحاولون أن تخفوا الشمس بالغربال ؟ السبب الوحيد لهذا التراجع هو الغلاء وجشع أصحاب الشفق والفنادق. المغاربة ليسوا بأغبياء

    • ولد زعير
      ولد زعير منذ 7 أشهر

      شفنجة ب15درهم وقهوةب50درهم وماءصغير ب15 درهم فين غدي نمشو للعافية

    • نزار نسيم
      نزار نسيم منذ 7 أشهر

      المغاربة مكرهين على قضاء العطلة الصيفية في منازلهم .
      لك في مدن الشمال الغلاء الفاحش دون مراقبة من السلطات المعنية.
      قهوة اتاي 30دوهم عصير 60درهم فريتوز موندا 30 درهم الحوت قديم ب180 درهم الخضر والفواكه 40درهم السردين 60درهم لكيلو

  • عبد العزيز
    عبد العزيز منذ 7 أشهر

    كنت هناك طيلة الاسبوع الماضي.وأقول إن المنطقة مكتظة والأسعار مرتفعة كالعادة.

  • توعنخ امومدن
    توعنخ امومدن منذ 7 أشهر

    لمادا تكدبون على الناس كنت يوم أمس في شواطىء تطوان مكتدة عن آخرها

  • سهيل
    سهيل منذ 7 أشهر

    الغلاء في كل شئ،حتى مغاربة المهجر لم يعودا يتحملوا هدا الغلا خاصة وان وجهات دولية اخرى تعرض منتوجها باسعار افضل بكثير من نضيرتها المغربية وبجودة افضل بكثير ،والسنوات القادمة السياحة العربية سمتعاني بشكل اكبر ان لم يتدارك المسؤولين الامر

  • yass yass
    yass yass منذ 7 أشهر

    لا اريد التعليق لمجرد الانتقاد ولكن انطلاقا من تجربتي الشخصية بعد خمس عطل سنوية كنت اقضيها في مدينة طنجة بحكم شقتنا العائلية هناك لاحظت استفحال العبارات العنصرية و السكوت عليها تجاه سكان داخل مغربنا الحبيب الشيء الذي دفعني للابتعاد عن مدينة طنجة و الشمال عموما بصفة نهائية رغم انه يكلفني ماديا الكتير و التوجه نحو وجهات اخرى معروف سكانها بحسن التعامل و اللباقة وهو الشيء المعروف عن سكان المغرب العزيز باستثناء الشمال و شكرا

  • Allah el mou3ine
    Allah el mou3ine منذ 7 أشهر

    Je ne sais pas ce gouvernement qu est ce qu ils se croient ..est ce tout les marocains sont des beaucoup €€€€ mais rah Allah ghaleb tout le monde karahine la situation tout est cher L unité state hadi

  • مصطفى
    مصطفى منذ 7 أشهر

    السبب هو الغلاء الفاحش و الغير المنطقي ناهيك عن تكبر و سوئ المعاملة من طرف أهالي الشمال فالجميع مغاربة العنصرية و الاستغلال لرفع الأسعار

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق