أكد السفير المغربي لدى بكين، عبد القادر الأنصاري، أن المغرب يعول على الصين للولوج إلى تكنولوجيات الجيل الجديد عالية القيمة التكنولوجية، كما ينوي أن “يكون ركيزة أساسية في تنفيذ مبادرة طريق الحرير الجديد” بمنطقته، ما يعكس، بحسبه، العلاقات الإيجابية طويلة الأمد التي تربط بين البلدين.
ويأتي تصريح الأنصاري، الذي خص به صحيفة (China Daily) الصينية، عقب الزيارة التي خاضها الرئيس الصيني، شي جين بينغ إلى المغرب خلال الأيام الماضية، مشددا على أن التآزر الذي تعززه مبادرة “الحزام والطريق” الصينية يحمل فرصاً كبيرة لكلا البلدين.
وكان المغرب قد وقع مع جمهورية الصين الشعبية قبل حوالي 3 سنوات اتفاقية “خطة التنفيذ المشترك لمبادرة الحزام والطريق”، ليكون من أوائل البلدان الإفريقية المنضمة للمبادرة المعروفة أيضا بمشروع “طريق الحرير الجديد”. كما وقع في وقت سابق على مذكرة تفاهم تسمح للمملكة بإقامة شراكات في قطاعات واعدة كالبنية التحتية والصناعات المتطورة والتكنولوجيا.
وتقوم مبادرة “الحزام والطريق” التي أطلقها الرئيس الصيني في سنة 2013، على ضخ استثمارات صينية كبيرة لتطوير البنيات التحتية للطرق الاقتصادية العالمية، وذلك بغية الربط بين أكثر من 70 بلدا. وهي تهدف إلى إنشاء حزام بري من السكك الحديدية والطرق عبر آسيا الوسطى وروسيا، وطريق بحري يتيح للصين الوصول إلى إفريقيا وأوروبا.
وأشارت الصحيفة الصينية إلى أنه “بفضل موقعها الاستراتيجي كبوابة إلى إفريقيا، وقربها من الأسواق الأوروبية، برزت المملكة المغربية كشريك رئيسي في مبادرة الحزام والطريق الصينية”.
ومن بين المشاريع الرئيسية في الشراكة مع الصين، مدينة محمد السادس “طنجة تيك”، التي تم إطلاقها في سنة 2017، ويتوقع أن تستضيف حوالي 200 شركة صينية وتشمل منطقة تسريع صناعية تبلغ مساحتها 1000 هكتار.
وفي هذا الصدد أكد الأنصاري أنه “في هذه المدينة الذكية، نأمل أن نحتضن الشركات الصينية لتنزيل مشاريع الجيل الجديد ذات القيمة التكنولوجية العالية، وخاصة في قطاعات السيارات والإلكترونيات والروبوتات”.
إقرأ ايضاً
وأضاف أن “المغرب يكيف استراتيجيته التنموية مع مشروع الحزام والطريق الصيني من خلال 14 قطاعا، بما فيها البنية التحتية والطاقة والصحة والتعليم والسياحة”. مبرزا أن المبادرة “تمثل برنامج تعاون شامل بين المغرب والصين”.
من جهة أخرى أكد السفير، الذي استلم مهمته في فبراير الماضي، أنه زار عدة مناطق بالصين؛ و”في كل مكان زرته، رأيت دينامية كبيرة ومشاريع جارية، كما أن البنية التحتية والشركات الكبرى التي زرتها تسلط الضوء على الإمكانات الهائلة للتعاون الاقتصادي الأعمق بين بلدينا”.
وعلى المستوى السياحي، لفتت الصحيفة إلى أنه في سنة 2016، أقدم المغرب على إعفاء المواطنين الصينيين من التأشيرة، وسرعان ما تحول إلى وجهة مفضلة للسياح الصينيين. وقبل ذلك، كان المغرب يستقبل حوالي 15 ألف زائر صيني سنويا.
في هذا السياق، قال الأنصاري للصحيفة: “بعد ثلاث سنوات فقط من هذا الإعفاء، ارتفع العدد إلى 200 ألف سائح، وأنا واثق من أننا في غضون السنوات الثلاث إلى الأربع المقبلة، سنصل إلى هدف نصف مليون زائر صيني”.
ولفت الأنصاري أيضا إلى مشاركته النشطة في منتدى التعاون الصيني الأفريقي ومنتدى التعاون بين الصين والدول العربية. مضيفا: “توفر هذه المنصات إطارا ممتازا للصين والشركاء الأفارقة والعرب للاحتفاء بالصداقة والتضامن المشتركين ومناقشة المصالح المتبادلة وبناء رؤية مشتركة للمستقبل”.