كوارث ليلة القدر في المغرب؟

27 مارس 2025آخر تحديث :
كوارث ليلة القدر في المغرب؟


حذّر باحثون في الفقه الإسلامي من خطورة ممارسة السحر والشعوذة خلال ليلة 27 من رمضان، مؤكدين أنها أعمال تتنافى بشكل كامل مع تعاليم الإسلام ومنطق العقل الإنساني. وقد أكدت الشريعة الإسلامية حرمة السحر والشعوذة في أي وقت من السنة، بما في ذلك ليلة القدر، التي ينبغي على المسلمين فيها الدعاء والاستغفار والتوبة الصادقة إلى الله.

وفي إطار التوعية بمخاطر هذه الظاهرة، دعا باحثون إلى تبني رؤية شاملة تجمع بين الأبعاد الدينية والأخلاقية والثقافية لضمان وصول الرسائل التوعوية لشريحة واسعة من المجتمع. وقد اقترحوا الاستعانة بالمؤثرين وعلماء الدين الموثوقين لاستضافتهم في برامج توعوية تسلط الضوء على أضرار الشعوذة وتشجع على الالتزام بالعبادة الصحيحة. كما حثوا على نشر الوعي بأهمية ليلة القدر كمناسبة للتقرب إلى الله بالطاعات، لا للانشغال بالخرافات.

وفي هذا السياق، أوضح خالد التوزاني، رئيس المركز المغربي للاستثمار الثقافي وباحث في الشأن الديني، أن السحر والشعوذة ليسا فقط محرمين شرعًا، بل إن ممارستهما تشكل إساءة لصورة المجتمع المسلم. وأشار إلى زيادة انتشار هذه الظواهر خلال ليلة القدر رغم الطابع المقدس لهذه الليلة التي تعكس فرصة عظيمة للتقرب إلى الله بالطاعات والعبادات.

وللحدّ من انتشار هذه الآفة، أكد التوزاني أهمية تعزيز التوعية الدينية طوال العام، وتكثيف الجهود خلال المواسم الدينية وبالأخص العشر الأواخر من رمضان. وقد بيّن أن المجالس العلمية تنشط بحملات توعية داخل المساجد من خلال دروس وعظ وإرشاد تلقيها عقب بعض الصلوات، إضافة إلى تخصيص خطب جمعة لمعالجة مثل هذه القضايا ذات الأبعاد المجتمعية.

وأشار أيضًا إلى ضرورة التركيز على روح الإسلام من خلال إحياء ليالي رمضان بقراءة القرآن، الذكر، والدعاء، مع التحذير من مخاطر الاستعانة بالمشعوذين وأصحاب البدع. كما شدد على أهمية التمسك بالأذكار اليومية مثل أذكار الصباح والمساء وآية الكرسي والمعوذات لتحصين النفس من الشرور.

وأضاف التوزاني أن الشعوذة والسحر ليسا أبدًا حلولًا للمشاكل، وإنما هما سبب هدم للدين والحياة والمجتمع. وأوضح أن طلب العلاج والمساعدة في حل المشكلات يجب أن يتم من خلال السبل الشرعية والمنطقية المستمدة من سيرة النبي ﷺ. واقترح استثمار المنصات الرقمية لنشر مقاطع توعوية قصيرة تُبرز مخاطر السحر وتقدّم البدائل الشرعية.

إقرأ ايضاً

كما أكد التوزاني على أهمية الدور القانوني والأمني في التصدي لهذه الظواهر، داعيًا إلى ملاحقة المشعوذين قضائيًا وتفعيل القوانين التي تجرم السحر والنصب واستغلال الدين. وأشار إلى أن هذه الممارسات لا تمس فقط الأفراد والمجتمعات بل تؤثر أيضًا على سمعة المغرب عالميًا، وهو البلد الذي أحرز تقدمًا كبيرًا في التعليم والارتقاء بمستوى الوعي المجتمعي.

وفي السياق نفسه، شدد عبد اللطيف الوزكاني، باحث في العلوم الشرعية، على خطأ اعتقاد البعض بأن ليلة القدر مناسبة لتحقيق طلباتهم الدنيوية عبر اللجوء للسحر والشعوذة. وأوضح أن ليلة القدر هي ليلة مباركة خصّها الله بإنزال القرآن الكريم وجعلها فرصة للعبادة وليس للاشتغال بأعمال محرمة تبعد الإنسان عن طريق الهداية.

وأعرب الوزكاني عن أسفه لاعتقاد بعض الناس أن لهذه الليلة تأثيرًا خاصًا في نجاح أعمال السحر نتيجة خرافات متوارثة، مشيرًا إلى أن الشريعة الإسلامية نهت عن هذه الممارسات وأكدت دورها في ضعف العقيدة. واستشهد بقوله تعالى: “وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى”، معتبرًا أن هذه الأفعال لا تجلب الخير بل تؤدي إلى خسائر روحية ودنيوية.

ودعا الوزكاني إلى تضافر الجهود المجتمعية لنشر الوعي بحقيقة ليلة القدر وأهميتها كفرصة للتقرب إلى الله بالدعاء والعمل الصالح والتوكل عليه. وأكد أن نيل الخير والرزق لا يكون عبر الشعوذة وإنما بالتقوى والالتزام الديني، مشددًا على ضرورة استغلال الليالي المباركة للعبادة وطلب المغفرة عوض الانشغال بممارسات ضارة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق