يواصل المرشح الرئاسي بالجارة الجزائر، عبد المجيد تبون، محاولاته المستميتة لإثبات “ولائه” لحكام العسكر وعقيدتهم أكثر من المرشحين الآخرين، وذلك عبر “تويكدات شفوية” على أنه سيواصل دوره في “افتعال” نزاع الصحراء، وهو ما يؤكد أنه “الرئيس القادم” وأنه اجتاز جميع الاختبارات.
واستغل تبون نشاط انتخابي بوهران، لتأكيده على عدم تخلي بلاده عن نزاع الصحراء، قائلا “الجزائر لن تتخلى على قضية الصحراء حتى يتم تحقيق جميع أهدافها” متهما الداعمين للمغرب وسيادته على أقاليمه الجنوبية، بـ”تزوير التاريخ والعمل وفق أجندة خاصة”.
بدوره، اعتبر رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، محمد سالم عبد الفتاح، في تصريحات أن استحضار تبون ملف الصحراء ضمن حملته الانتخابات للرئاسيات الجزائرية، يأتي في سياق التوظيف السياسوي لهذا النزاع المفتعل من طرف النظام الجزائري الذي يستغله في كل مرة ضمن سياسة الإلهاء وتصدير الأزمات الداخلية، وتوظيف شماعة الأعداء بهدف تأجيل النقاشات والقضايا الرئيسية التي تهم الشعب الجزائري وتمييع النقاش العمومي الداخلي في البلاد.
وسجل عبد الفتاح أن النظام الجزائري لطالما لجأ إلى توظيف شماعة الأعداء مع المملكة في كل مرة تتأزم فيها الأوضاع الداخلية للجزائر، لتعليق فشله وعجزه عوض الاستجابة للمطالب الملحة التي يعبر عنها الشعب في مختلف الحراكات والاحتجاجات والتعبيرات السياسية في المجتمع الجزائري، خاصة تلك المتعلقة بالقضايا المتعلقة بتعزيز الانتقال الديمقراطي والعدالة الاجتماعية والتقسيم العادل للثروة بالإضافة إلى تحييد العسكر عن العمل السياسي وإبقائهم في الثكنات.
وعزا رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان محاولة النظام الجزائري القائم ممثلا في تبون، والذي تصنفه مؤشرات الديمقراطية الدولية الصادر عن وحدة الاستخبارات الاقتصادية في مجموعة “الإيكونوميست”، على أنه نظام استبدادي ذو طابع عسكري، تصدير الأزمات الداخلية واستحضار العداء مع المغرب، إلى إدراكه أن المغرب القوة الإقليمية الأبرز في الجوار الإقليمي الجزائري.
واعتبر المتحدث أن عبد المجيد تبون، وبتصريحاته الأخيرة حول الصحراء، يحاول بعث رسائل طمأنة للقيادات العسكرية المهيمنة على المشهد السياسي والمتحكمة في توازنات اللعبة السياسية الداخلية في الجزائر، والتي تعتبر العداء مع المملكة ضمن عقيدتها السياسية للدولة الجزائرية القائمة، مفادها أنه سيحافظ على هذه الورقة.
ويتنافس ثلاثة مرشحين في السباق لقصر “المرادية” الرئاسي الواقع في أعالي الجزائر العاصمة، من بينهم الرئيس عبد المجيد تبون الذي يرشح نفسه بصفة “مستقل” لولاية ثانية، إلى جانب يوسف أوشيش، الأمين العام لحزب جبهة القوى الاشتراكية. وهو أقدم حزب معارض في الجزائر أسسه أحد زعماء الثورة الجزائرية حسين آيت أحمد في 1963، إضافة لعبد العالي حساني شريف، رئيس حزب مجتمع السلم الإسلامي الملقب بـ”حمس” والذي يعد أيضا من بين أكبر الأحزاب الإسلامية في الجزائر ذات التوجه الديني الإخواني.
لولا تراشق التهم و الأوصاف التي يمارسها الذباب الإلكتروني ،و ينصاع ورائها كثير من المواطنون من المغاربة و الجزائريين، ربما لم يكن تبون ليلجأ إلى استغلال أزمته مع المغرب في الصحراء،.
و لكن تنامي القومجية و التفكير داخل صندوق سايكس بيكو و ما تلاه، هو ما يشجعه على استغلال موضوع الصحراء لإثبات وطنيته، كمن يطلب من الماء من التنور.
و الله أعلم