توضح الدكتورة داريا خايكينا، أخصائية الغدد الصماء والتغذية، أن الأطعمة الدهنية تعد جزءًا مألوفًا من مذاقنا منذ الصغر، وتشمل البطاطس المقلية، الحساء المصنوع من مرق اللحم، الآيس كريم، الفطائر، والمعجنات.
وتؤكد أن تخيل الشخص لطعامه المفضل، مثل البرغر أو البيتزا أو غيرها، يخلق لديه إحساسًا بالنشوة والراحة. هذا يعود إلى أن تناول أطعمة غنية بالدهون وبالسعرات الحرارية يحفز الدماغ على إطلاق الدوبامين في مجرى الدم. والدوبامين هو ناقل عصبي يرتبط بالمشاعر الإيجابية والمتعة، مما يشجع الفرد على تكرار تجربة تناول هذه الأطعمة مرارًا، وهذا أساس العلاقة بين الدهون والإدمان على الطعام.
وترى الطبيبة أن هذا التفاعل مرتبط أصلًا بعملية التطور البشري؛ حيث احتاج أسلافنا إلى مصادر طاقة مرتفعة لمواجهة الظروف القاسية والبقاء على قيد الحياة. وكانت الأطعمة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية الخيار الأفضل لتلبية هذه الاحتياجات الأساسية.
وتضيف أن دماغ الإنسان تطور ليبحث عن تلك النوعية من الأطعمة، وعند العثور عليها، يرسل إشارات مريحة إلى الجسد تفيد بأنه حصل على ما يكفي للبقاء والاستمرار. آلاف السنين من التطور رسخت هذه العلاقة بين الدهون والإحساس بالرضا.
تشير الدراسات إلى أن الدماغ لا يقتصر على تذكر مذاق الأطعمة الدهنية فقط، بل أيضًا محتواها من السعرات الحرارية. عند تناول الأطعمة عالية السعرات، تتكون روابط قوية بين الطعم والطاقة، مما يؤثر تدريجيًا على التفضيلات الغذائية للشخص.
إقرأ ايضاً
وتوضح الطبيبة أن الدهون لا تحفز إنتاج الدوبامين فحسب، بل تعد عامل تحسين للمذاق أيضًا. فهي تعزز حاسة التذوق من خلال تنشيط المستقبلات الحسية في اللسان والفم، ما يجعل تجربة الطعام أكثر بهجة وإرضاءً.
ولكنها تشير إلى أنه لا يمكن للأفراد الامتناع تمامًا عن تناول الدهون نظرًا لأهميتها الجسدية. لذا ينصح بالحفاظ على توازن في تناولها، مع ضرورة التركيز على الدهون الصحية مثل تلك الموجودة في الأسماك والمكسرات والأفوكادو وزيت الزيتون. في الوقت ذاته، يجب الحد من استهلاك الدهون المتحولة والمشبعة.
توصي بأن تكون الدهون جزءًا من نظام غذائي متوازن يشمل البروتين والألياف، حيث يساعد ذلك في كبح الشهية ويحد من الإفراط في تناول الطعام.
