أكدت المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بجهة بني ملال خنيفرة، تسجيل المركز الاستشفائي الجهوي بالمدينة يوم 24 يوليو الجاري، 21 حالة وفاة، منها 4 حالات وفاة خارج أسوار المستشفى و17 حالة وفاة استشفائية. غالبيتهم بين أشخاص يعانون من أمراض مزمنة وكبار السن، حيث ساهم الارتفاع الكبير في درجات الحرارة في تدهور حالتهم الصحية وأدى إلى وفاتهم.
وأوضحت المديرية أن الوفيات كانت نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، مشيرة لفتح تحقيق فوري لاستجلاء الأسباب الحقيقية وراء هذا الحادث.
تبرير وزارة الصحة والحماية الاجتماعية وفاة 21 شخص دفعة واحدة بموجة الحرار المرتفعة، طرح العديد من الاسئلة حول أسباب هذا الكم الكبير من الوفيات في وقت وجيز وبمنطقة محددة دون غيرها علما أن موجة الحر شملت عدة مناطق وبدرجات أكبر، وحول عدم عدم تسجيل وفيات أخرى في الفترة التي سبقت يوم الواقعة بذات المدينة التي تشهد درجات حرارة قياسية منذ أيام.
الطيب حمضي، الخبير في السياسات الصحية، اعتبر أن “ارتفاع الحرارة وموجات الحرارة بالخصوص في يومها الأول والثاني، تؤدي لوفاة مئات الالاف من الناس سنويا عبر العالم، وهذا ليس بالامر الجديد أو المفاجئ، وهو ما وقع بمدينة بني ملال”.
إقرأ ايضاً
وأشار ذات الخبير إلى أن “هناك وفيات بمناطق أخرى من المغرب وليس فقط بني ملال، إذ ما أثار الانتباه لها الآن هو وفاة 21 شخصا لحظة واحدة، فلو توفي شخص أو اثنان لما أخذ الموضوع هذا البعد وهذا التعاطي الكبير”.
ويرى الحمضي أن “السؤال المطروح بإلحاحية الآن هو ما الذي تم العمل به لتفادي الوفيات بسبب موجة الحرارة، إذ كانت هناك نشرة إنذارية حول ارتفاع كبير للحرارة ببني ملال، وهي مدينة معروفة بالحرارة المرتفعة، ما يسائل الإجراءات الوقائية التي تم اتخاذها حتى لا يقع ما يقع، فمعروف أن العالم يشهد شيخوخة مضطردة وتغيرات مناخية حادة، ما يسبب وفيات بالبلدان ذات البنيات الاستشفائية غير مؤهلة للتعامل مع هذه الظواهر وليس فقط المغرب”.
وخلص الخبير في النظم الصحية لـ “ضرورة استخلاص الدروس من هذه الواقعة، وأولها تأهيل المهنيين الصحيين والمسؤولين في اتخاذ القرار بالقطاع ليصبحوا قادرين على التعامل مع هذه التغيرات، وبناء مؤسسات صحية وسجنية متطورة، مع ضرورة اتخاذ اجراءات سريعة فيما يتعلق بموجات الحرارة”.