مؤخراً، تكتسح مدينة زايو و جماعات اخرى ضواحي الناظور موجة خطيرة من استهلاك مواد يُطلق عليها الكوكايين، بينما الواقع يكشف أنها ليست سوى أقراص مجهولة الهوية والمصدر، مكسّرة إلى مسحوق، تتجاوز اصطيادها حدود طبقات معينة لتلامس الجميع؛ رجالًا ونساءً وحتى الطلاب في المدارس. هذا الوضع يبعث برسالة إنذار تستدعي التدخل.
تشير التقارير المحلية إلى أن مصدر هذه المواد المناطق مثل سلوان وبني وكيل أولاد امحند، حيث تعاظمت تجارة المخدرات في الأشهر الأخيرة وسط غياب الرقابة الفعالة من الجهات المختصة. زاد الطين بلةً أن الشباب باتوا يتنقلون يومياً إلى تلك المناطق عبر وسائل نقل غير مشرعة، ما يعكس انتشار الظاهرة بين أبناء المدينة.
المثير للدهشة والقلق هو بيع ما يُشاع بأنه “كوكايين” بسعر أقل من 300 درهم للغرام في حين أن الكوكايين الحقيقي يصل إلى المغرب بسعر عالي. هذا يجعل من المرجح أن المادة المتداولة ليست سوى خليط خطير من الأدوية المحطمة، التي قد تحمل أضرارًا صحية ونفسية جسيمة للمستهلكين.
إقرأ ايضاً
هذا المشهد المقلق يدق ناقوس الخطر، ويستدعي استجابة مستعجلة من الجهات الأمنية والصحية والتعليمية لكبح انتشار هذه السموم وحماية الشباب من الوقوع في قبضة الإدمان.
استمرار ترويج هذه “السموم” دون وجود رادع ينذر بتفشي سلوكيات اجتماعية مؤذية مثل السرقة والاعتداءات والعنف. الحاجة باتت ملحة لوضع خطة شاملة تركز على التوعية والردع والعلاج، لتجنب مستقبل مظلم قد يداهم المدينة من جديد.
