يعاني الباحثين المشاركين في عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024 عددا من الإشكالات التي تواجه عملهم على مستوى ميدان جمع المعطيات، وهو ما يؤثر حسب عدد منهم على جودة المهمة الوطنية التي يشرفون عليها.
إن كانت الصحيفة الرقمية قد سلطت الضوء على إشكال بارز اصطدم به المشاركين في عملية الإحصاء خلال مرحلة التكوين؛ والمتمثل في عدم الإهتمام بالشق التواصلي في التكوين، فقد اصطدم الباحثين بإشكالات عدة على المستوى الميداني؛ وقد اشتكوا إلى مسؤولي المندوبية السامية للتخطيط من أجل إصلاح وتدارك الأخطاء والإشكالات التي تعرقل المهمة.
تحيين التطبيق وتوحيد المنهجية
أول إشكال واجهت الباحثين في الأيام الأولى من عملية جمع المعطيات لدى الأسر، هو أن التطبيق الذي طوره أطر المندوبية السامية للتخطيط لا يتوفر على كل المعطيات المتواجدة في الميدان؛ أي المجتمع المغربي، بحيث يسط الباحثين مع حالات غير مدرجة ضمن التطبيق الرقمي المشار إليه.
من جهة أخرى، اصطدم الباحثين مع إشكال آخر يتمثل في عدم توحيد منهجية العمل؛ بحيث كل منطقة أو كل باحث يتصرف وفق وضعيته والحالات التي تواجهه في الميدان. مثال ذلك أن البعض يعتبر الأم العازبة ربة أسرة في ما يعتبرها البعض الآخر ابنة رب الأسرة، في ما يعتبر بعض الباحثين الفرد المختفي عن الأسرة فردا فيها في ما يسقطه بعض الباحثين من أفراد الأسرة؛ وهو ما خلق نوعا من الإرتباك في العملية.
تبعا لذلك، اشتكى الباحثين في عملية الإحصاء هذه الإشكالات للمراقبين الذين أخبروا بدورهم رؤسائهم في المندوبية السامية للتخطيط التي تشرف على العملية، ليتم تحيين التطبيق الرقمي المثبت في الألواح الإلكترونية من خلال إضافة عدد من الحالات التي لم تكن مدرجة، في ما نشرت المندوبية توضيحا يتضمن معيطات من أجل توحيد منهجية الإشتغال.
“الريزو” و”الكونكسيون”
من بين الإشكالات التي واجهت الباحثين منذ اليوم الأول من عملية الإحصاء، غياب تغطية الهاتف وصبيب الإنترنيت في عدد من مناطق المملكة، حيث تنفذ بطريات اللوحة الإلكترونية قبل أن يتم الباحث مهمته اليومية، في ما يعاني آخرين من غياب صبيب الإنترنيت لتنزيل المعطيات في الجهاز الرقمي، ما يدفع البعض إلى الكتابة في الأوراق قبل أن ينتقل إلى مكان آخر بعيد لينزل المعطيات التي دونها في أوراقه.
المعطيات تفيد أن العديد من الباحثين عانوا بسبب غياب تغطية الهاتف وصبيب الإنترنيت في المناطق التي كلفوا بإحصائها؛ خاصة في القرى والمداشر البعيدة، ما دفعهم لإخطار المراقبين الذين أوصلوا شكايتهم لرؤسائهم من أجل إيجاد حل عاجل لهذا الإشكال.
تبعا لذلك، حاولت المندوبية السامية للتخطيط بتنسيق مع مصالح وزارة الداخلية التواصل مع شركات التغطية وصبيب الإنترنيت؛ من أجل زيادة الصبيب خلال هذه الفترة التي تصادف القيام بهذه المهمة الوطنية؛ بالإضافة إلى تثبيت أجهزة تغطية متنقلة في بعض المناطق التي لا توجد فيها تغطية الهاتف.
“الخطافة” و”الأمية الرقمية”
من جهة أخرى، علمت الصحيفة الرقمية أن اشكالات أخرى عدة واجهة عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024، منها أن عدد من الباحثين؛ خاصة كبار السن، وجدوا صعوبة بالغة في التعامل مع اللوحات الإلكترونية من جهة أولى وتنزيل المعطيات في التطبيق الرقمي من جهة ثانية.
المعطيات تفيد أن باحثين من كبار السن الذين لم يتعودا على التعامل مع الأجهزة الإلكترونية وجدوا أنفسهم في ورطة أمام الأسر، بالرغم من التكوين التقني الذي خضعوا له لأيام، ووجدوا أنهم متخلفين عن زملائهم في عملية جمع المعطيات.
تبعا لذلك، يعاني الباحثين في مختلف مناطق المغرب من إشكال النقل، حيث وسائل النقل التي وفرتها مندوبية الحليمي غير كافية؛ خاصة أنها تقل الباحثين بشكل جماعي إلى مناطق اشتغالهم؛ في ما أن موعد عودة كل باحث غير محددة، نظرا لاختلاف ظروف وطريقة اشتغال كل واحد منهم.
وعلم أن بعض “الخطافة” الذين وفرتهم مندوبية الحليمي في بعض المناطق القروية، يستغلون شارة الإحصاء التي يضعونهم على واجهة السيارة من أجل ممارسة “تخطافت” أمام أعين رجال الدرك الملكي، وقد تم توقيف عدد منهم في مناطق عدة.