معركة كسر عظم بين اسبانيا و فرنسا بسبب المغرب؟ | أريفينو.نت

معركة كسر عظم بين اسبانيا و فرنسا بسبب المغرب؟

29 أغسطس 2024آخر تحديث :
معركة كسر عظم بين اسبانيا و فرنسا بسبب المغرب؟

أثار الاعتراف الفرنسي الأخير بمغربية الصحراء قلق بعض الجهات الإسبانية التي كانت تطمح إلى استغلال السوق المغربية لتنفيذ مشاريع متعلقة بالبنية التحتية والطاقة، مستفيدة من الأزمة الدبلوماسية التي شهدتها العلاقات المغربية الفرنسية لأشهر.

وحسب ما أوضحته جريدة “جون أفريك”، فإن المنافسة أصبحت شرسة بين فرنسا وإسبانيا للفوز بمجموعة من الصفقات الاقتصادية. من أبرز ملامح هذه المنافسة فوز التحالف المكون من شركة إجيز الفرنسية، ونظيرتها سيسترا، والمغربية نوفك، بعقد المساعدة في إدارة مشاريع البنية التحتية لخط القطار فائق السرعة بين القنيطرة ومراكش.

البنية السككية
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن مشروع السكة الحديدية، الذي أطلقه المكتب الوطني للسكك الحديدية بقيمة 1.4 مليار درهم (130 مليون يورو)، شهد منافسة شديدة بين كبرى الشركات العالمية. وقد فازت شركة إجيز بهذا العقد، متفوقة على الشركة الإسبانية إينيكو التي كانت تُعتبر الأوفر حظًا نظرًا لعرضها المالي الأقل.

وأضاف المصدر ذاته أن هذا العقد البنيوي يتجاوز مجرد أبعاد اقتصادية، ليصبح ساحة لصراع دبلوماسي بين باريس ومدريد. فاختيار شركة فرنسية على حساب شركة إسبانية، رغم تفوق العرض الإسباني، يُفسر على نطاق واسع على أنه انتصار للدبلوماسية الفرنسية في المغرب. وتأتي هذه الصفقة لتؤكد عمق العلاقات بين البلدين، خاصة بعد تأكيد الرئيس الفرنسي على مغربية الصحراء، وهو ما زاد من حدة التنافس الإقليمي.

وأوضح أن طموحات إسبانيا الاستثمارية الكبيرة في المغرب، التي تُقدر بـ 45 مليار درهم بحلول عام 2050، تدفع الشركات الإسبانية للتنافس على الفوز بمشاريع ضخمة في المملكة. ويأتي مشروع “سكك حديد المغرب” في مقدمة هذه المشاريع.

وخصص المكتب الوطني للسكك الحديدية، بقيادة محمد ربيع الخليع، ميزانية ضخمة تبلغ 375 مليار درهم لتوسيع الشبكة وربط 87% من السكان بالسكك الحديدية بحلول عام 2040، مما يفتح آفاقًا واسعة أمام الشركات الإسبانية التي تسعى للاستفادة من النمو الاقتصادي المتسارع في المغرب.

منافسة شرسة
وتتوقع هدى بنغازي، الخبيرة في العلاقات الاقتصادية المغربية الإسبانية، أن يشهد التعاون بين البلدين تطورات جديدة في قطاع السكك الحديدية. فبعد النجاح الذي حققه التعاون المغربي الإسباني في صناعة السيارات، ترى بنغازي أن القطاع السككي سيكون التالي الذي سيحظى باهتمام كبير من المستثمرين في كلا البلدين، بفضل المزايا التي يتمتع بها هذا القطاع، مثل الخبرة الإسبانية والقرب الجغرافي بين البلدين.

وأكد مصدر مطلع لجريدة “جون أفريك” أن الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين المغرب وفرنسا قد منحت إسبانيا فرصة للتوسع في السوق المغربية. ومع تحسن العلاقات بين الرباط وباريس، عادت المنافسة بين الشركات إلى سابق عهدها، وبينما تطمح الشركات الإسبانية تالجو وCAF إلى الاستحواذ على حصة أكبر في السوق المغربية، فإن الشركة الفرنسية ألستوم تسعى جاهدة لاستعادة مكانتها.

تحلية المياه
وشدد المصدر ذاته على أن قطاع السكك الحديدية المغربي، يشهد منافسة شرسة بين كبرى الشركات العالمية، حيث تتنافس عمالقة الصناعة مثل ألستوم، وتالجو، وCAF، إلى جانب شركات صينية وكورية، للفوز بعقد ضخم لتوريد 168 قطاراً، بما في ذلك 18 قطاراً فائق السرعة، للمكتب الوطني للسكك الحديدية، وتأتي هذه المنافسة الشديدة في ظل طموحات إسبانيا الاستفادة من تنظيم كأس العالم 2030 المشترك مع المغرب والبرتغال لتعزيز حضورها في السوق المغربية.

إقرأ ايضاً

وأشار التقرير إلى أن التنافس بين الشركات الفرنسية والإسبانية لا يقتصر على قطاع السكك الحديدية فحسب، بل يمتد إلى قطاعات حيوية أخرى مثل تحلية المياه، وفي ظل معاناة المغرب من شح المياه، تسعى الحكومة إلى تنفيذ خطة طموحة لإنشاء عشر محطات لتحلية المياه بحلول عام 2030، وهو ما يجذب اهتمام كبرى الشركات المتخصصة في هذا المجال، وعلى رأسها الشركات الإسبانية أبينغوا وأكسيونا والشركات الفرنسية إنجي وسويز، مما يزيد من حدة المنافسة بين البلدين.

وقد، شهد عام 2023 فوز تحالف بقيادة الشركة الإسبانية أكسيونا، بالشراكة مع شركتي “غرين أوف أفريكا” و”أفريقيا غاز” التابعتين لرئيس الحكومة، بمناقصة إنشاء أكبر محطة لتحلية المياه في أفريقيا بمدينة الدار البيضاء، متفوقا بذلك على منافسين أقوياء مثل الشركة الفرنسية سويز والشركة المغربية ناريفا.

الصحراء ساحة جديدة
وحسب الصحيفة الفرنسية، فإن هذه المنافسة امتدت لتشمل الأقاليم الجنوبية أيضا، مشيرة إلى أن شركة إنجي الفرنسية، بالشراكة مع مجموعة ناريفا، حققت إنجازًا بيئيًا بارزًا بمدينة الداخلة، حيث فازت بعقد إنشاء أول محطة تحلية مياه في العالم تعمل بالكامل بالطاقة المتجددة، وتحديدًا طاقة الرياح، بقيمة إجمالية قدرها 2 مليار درهم لتنفيذ هذا المشروع الحيوي الذي يهدف إلى توفير المياه الصالحة للشرب والري لسكان المنطقة.

في الداخلة، بالصحراء، حصلت الشركة الفرنسية العملاقة إنجي، بجانب مجموعة ناريفا الملكية، على عقد بقيمة 2 مليار درهم لبناء محطة تحلية مياه مخصصة لتوفير المياه الصالحة للشرب والري، “هذه أول محطة تحلية في العالم تعمل بالكامل بالطاقة الخضراء، أي أنها مزودة بطاقة الرياح التي تم بناؤها خصيصًا لهذا الغرض”، كما أوضح مصدر مطلع من ناريفا.

هذا، وأكد وزير الصناعة والتجارة المغربي، رياض مزور، في تصريح لصحيفة “جون أفريك” أن القرار بتشجيع الاستثمارات الفرنسية في مجال الطاقة المتجددة بالمغرب جاء استجابة لطلبات قوية من المشغلين المحليين.

وأوضح مزور أن أقاليم الجنوب المغربي تمتلك إمكانات هائلة لإنتاج الطاقة المتجددة، لكن الشركات الفرنسية كانت تواجه منافسة شرسة من شركات أخرى، ولذلك، فإن هذا الدعم يأتي لتعزيز حضور الشركات الفرنسية في هذا القطاع الواعد.

جدير بالذكر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد في رسالة إلى الملك محمد السادس على أهمية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصحراء المغربية، وتعهد بدعم بلاده لجهود المغرب في هذا الصدد، وهو ما يشير إلى تحول ملحوظ في الموقف الفرنسي الذي كان قد أعطى الضوء الأخضر مسبقاً لتمويل مشاريع تنموية مغربية في الصحراء من خلال وكالة التنمية الفرنسية (AFD) وفرعها بروباركو.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


التعليقات تعليق واحد
  • ملاحض
    ملاحض منذ 5 أشهر

    رحم الله ماوتسي تونك الدي قال للصينييت اصنعو سيارتكم وخيطو البستكم وانتجوا اكلكم ولا تشتروا شياء من الخارج .وبهدا قضى على البطالة وحقق النهضة

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق