يسير ميناء الناظور – غرب المتوسط، بوتيرة سريعة ليفرض نفسه كواحد من الموانئ الرئيسية في المنطقة الأورومتوسطية عند تدشينه رسميا من طرف الحكومة خلال العام الجاري.
وتأكد وصول الأشغال في ميناء الناظور، الذي سيفتح أبواب “المنافسة المُعلنة” مع ميناء مليلية من جهة وموانئ الجزائر من جهة أخرى،
إلى مرحلة العد العكسي، أمس الثلاثاء، مع إعلان وزارة التجهيز والماء المغربية، عن دخول شركة Global Container Shipping Company السويسرية المعروفة اختصارا بـ MSC والأكبر من نوعها في مجال شحن البضائع، كشريك في امتياز محطة الحاويات بالميناء.
وللحصول على جزء من رأسمال الشركة الفرعية الحائزة على امتياز محطة الحاويات في ميناء الناظور – غرب المتوسط، وقعت MSC عبر المؤسسة التابعة لها Terminal Investment Limited المعرفة اختصارا بـ TIL اتفاقية شراكة مع شركة “مرسى المغرب”.
ووفقا لهذه الاتفاقية، التي تخضع لموافقة السلطات المختصة، فإن شركة “مرسى المغرب”، التي تمتلك 50 في المائة زائد سهم واحد من رأس المال وحقوق التصويت، وهيكل مِلكية الشركة الفرعية الحائزة على امتياز المحطة سيتكون من شركة TIL، التي تمتلك 50 في المائة ناقص سهم واحد، وفق بلاغ وزارة التجهيز والماء.
ووفق المصدر ذاته، فقد وقعت شركة “مرسى المغرب” في يونيو 2024 اتفاقية امتياز محطة حاويات بميناء الناظور – غرب المتوسط، يبلغ طول رصيفها 1520 متراً طولياً، وعمقها 18 متراً ومساحتها 70 هكتاراً من الأراضي، وستوفر 3,4 ملايين حاوية نمطية بكامل طاقتها، وذلك لدى دخولها الخدمة في أوائل سنة 2027.
وسيشكل ميناء الناظور الجديد الذي سيضمن للمغرب التحكُّم في المدخل الغربي من حوض البحر الأبيض المتوسط، ثنائية تنافسية مع ميناء طنجة المتوسط الذي أصبح أهم نقطة لوجيستية بمضيق جبل طارق، والذي ارتقى مؤخرا إلى المرتبة الثالثة عالميا وفق مؤشر الأداء العالمي لموانئ الحاويات CPPI الخاص بسنة 2024، الصادر عن البنك الدولي ومؤسسة S&P Global Market Intelligence، متفوقا على كل موانئ إفريقيا وأوروبا.
وكان نزار بركة، وزير التجهيز والماء، أمام مجلس النواب، في أبريل من سنة 2024، قد أكد ميناء الناظور غرب المتوسط سيكون جاهزًا ابتداء من سنة 2025، واصفا إياه بأنه “قطب تنموي استراتيجي، سيلعب دورا محوريا بالنسبة لتنمية أقاليم الشرق”.
وكلف ميناء الناظور غرب المتوسط، الذي يقع في مركز اهتمام العديد من المؤسسات الاقتصادية الدولية، استثمارات بقيمة 11,56 مليار درهم.
ويشكل ميناء الناظور الجديد مصدر قلق لجيرانه الشرقيين حتى قبل تدشينه الرسمي، إذ أن مجاورته لميناء مليلية المحتلة يقض مضجع حكومتها المحلية التي طالبت مدريد، في دجنبر الماضي، لإعفاء مينائها من “الرسوم الخضراء تحسبا لمنافسة جاره المغربي.
كما يشكل ميناء الناظور الجديد مصدر قلق للجزائر أيضا، إذ تُقدر المسافة بينه وبين الحدود الجزائرية بحوالي 70 كيلومترا عبر بلدية مرسى بن مهيدي الحدودية الساحلية في ولاية تلمسان، كما لا يبعد سوى بـ 270 كيلومترا عن ميناء وهران.
والأكثر من ذلك، يهدد أيضا بتوجيه ضربة استراتيجية لميناء الجزائر العاصمة، أفضل موانئ البلاد.
إقرأ ايضاً

تنافس موانئ الجزاءرية؟؟ الجزاءر ليس لها لا موانئ لا تجارة خارجية التنافس المغرب، نحن نتكلم على الموانئ الإسبانية اما الجزاءرية فلا وجود لها اصلاََ.