في الأسابيع الأخيرة، شهدت مقاهي عديدة في مدن المغرب قفزات غير متوقعة في أسعار القهوة، تباينت بين درهمين وأربعة دراهم. هذه الزيادة أثارت حيرة الزبائن وجعلتهم يتساءلون عمّا وراء هذا التطور.
لتوضيح هذه القضية، أفاد محمد عبد الفضل، رئيس الجمعية المغربية لأرباب المقاهي والمطاعم بجهة الدار البيضاء-سطات، بأن الزيادة لا تطال جميع المقاهي، بل تخص بعض تلك التي تضررت مباشرة من ارتفاع أسعار البن في السوق الوطنية.
وأوضح عبد الفضل أن سعر كيلوغرام البن العادي تضاعف تقريبًا خلال عام واحد، قفزًا من 65 درهمًا إلى حوالي 130 درهمًا، ما وضع أصحاب المقاهي أمام تحديات مالية كبرى. بعضهم اضطر لإغلاق محلاتهم بسبب تجاوز تكاليف التشغيل للعائدات.
وأضاف أن الأسعار الجديدة لفنجان القهوة تتفاوت بحسب نوعية البن المستخدمة وتكاليف التشغيل للمقهى. ولفت إلى أن القانون المغربي يسمح لكل مقهى بتحديد أسعاره الخاصة.
إقرأ ايضاً
وأشار إلى أن بعض أنواع البن شهدت ارتفاعًا ثلاثي الأضعاف عالميًا، مما أثر سلباً على السوق المحلية. هذا الارتفاع القياسي في أسعار البن—الذي وصل إلى 5800 دولار للطن مقارنةً بـ2800 دولار قبل عام—يعزى إلى عوامل متعددة منها التغيرات المناخية التي أضرت بإنتاج البلدان المصدرة، وزيادة تكاليف النقل والشحن، بالإضافة إلى تقلبات الأسواق العالمية وأساليب المضاربة التجارية وارتفاع الرسوم الجمركية منذ عهد ترامب في الولايات المتحدة.
كما ذكر عبد الفضل أن التكاليف التشغيلية للمقاهي في المغرب شهدت هي الأخرى زيادة بفعل ارتفاع أسعار الماء والكهرباء، وزيادة الحد الأدنى للأجور والضرائب، مما زاد من كلفة اليد العاملة وهدد استمرار بعض المحلات.
واختتم عبد الفضل حديثه بالتأكيد على أن تفاوت الأسعار بين المقاهي يعود إلى عوامل عدة منها جودة البن المستخدم الذي تتباين أسعاره بين 130 و700 درهم للكيلوغرام، إضافة إلى موقع المقهى ومستوى الخدمات المقدمة للعملاء.
