مفاجئة يكشفها العلم: توقف عن التدريب مساء؟

21 أبريل 2025آخر تحديث :
مفاجئة يكشفها العلم: توقف عن التدريب مساء؟

:
في دراسة حديثة أجرها فريق بحثي من جامعة موناش الأسترالية، ظهرت نتائج مثيرة حول تأثير ممارسة التمارين الرياضية في المساء على جودة النوم. قام الباحثون بمراقبة 14689 مشاركًا على مدار عام كامل، باستخدام أجهزة متطورة لقياس النشاط البدني والنوم. وقد أظهرت الدراسة أن التمارين المكثفة التي تُمارس في غضون أربع ساعات أو أقل قبل النوم يمكن أن تُسبب اضطرابات ملحوظة في النوم.

البيانات أثبتت أن المشاركين الذين مارسوا الأنشطة الرياضية المكثفة كالتمارين المتقطعة عالية الكثافة أو الجري لمسافات طويلة في المساء واجهوا صعوبات متعددة في الاستغراق في النوم. كما لاحظ الباحثون أن هناك انخفاضاً في جودة النوم العامة وزيادة ملحوظة في معدل ضربات القلب خلال الليل.

هذه التغيرات الفسيولوجية تعبر عن حالة من اليقظة المفرطة التي تمنع الجسم من الاسترخاء الكامل، مما يعيق الدخول في النوم العميق الذي يحتاجه الجسم. الدكتور جوش ليتا، أحد الباحثين الرئيسيين، أوضح أن التمارين المكثفة ترفع درجة حرارة الجسم وتزيد من إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، مما يبقي الجسم في حالة تأهب تتعارض مع عملية الاسترخاء المطلوبة للنوم. وأشار إلى أن هذه التأثيرات قد تستمر لساعات بعد انتهاء التمرين، مما يفسر الصعوبات التي تواجه العديد من الأشخاص أثناء محاولتهم النوم بعد ممارسة الرياضة في المساء.

إقرأ ايضاً

لكن الدراسة لم تحذر من جميع الأنشطة البدنية المسائية؛ إذ أكد الباحثون أن التمارين الخفيفة إلى المعتدلة مثل المشي أو اليوغا أو السباحة الهادئة قد لا تؤدي إلى نفس التأثير السلبي. بل وقد تساعد بعض الأفراد على الاسترخاء. نُقطة الاختلاف الرئيسة تكمن في شدة التمرين وتأثيره على معدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم.

هذه النتائج تقدم نقاط مهمة للأشخاص الذين يفضلون ممارسة الرياضة مساءً بسبب انشغالهم اليومي، كما تفتح الباب لتطوير توصيات أكثر دقة حول توقيت وكثافة التمارين لتحقيق توازن مثالي بين اللياقة البدنية وجودة النوم. الباحثون يقترحون إجراء دراسات إضافية لاستكشاف الفروقات الفردية في الاستجابة للتمارين المسائية، والتي قد توضح سبب معاناة البعض من اضطرابات النوم بينما يتمكن آخرون من النوم بسلام بعد الرياضة المسائية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق