تسير قضية توريث ثروة الملياردير نيكولاس بويش، وريث دار “هيرميس” الشهير، نحو مزيد من التعقيد الذي يوحي أن حلم البستاني المغربي الموعود بالملايير قد يذهب سدىً.
فالرجل الثمانيني، الذي أعلن عن نيته توريث ثروته الهائلة البالغة 13 مليار دولار للبستاني المغربي، يجد نفسه اليوم في قلب معركة قانونية معقدة.
وإذا كانت قصة الملياردير الذي تبنى البستاني المغربي الخاص به قد أثارت ضجة كبيرة، فإن الصورة سرعان ما أصبحت مظلمة وغير مطمئنة.
فمن جهته، ادعى بويش أمام محكمة سويسرية أنه لم يعد يملك تلك المبالغ الفلكية، وعزا هذه الخسارة إلى الاختلاس المزعوم لمدير ثروته السابق، وهو اتهام رفضه القضاء السويسري، ولم يجد أي دليل يدعمه.
كما شدد محامي بويش على أنه لا يملك بشكل مباشر أسهم دار “هيرميس” التي كانت تسيطر عليها شركة عائلية قابضة، وهي جزئية قانونية أثارت الشك حول الحجم الحقيقي لثروته.
علاوة على ذلك، فإن دوافع بويش لرغبته في تبني البستاني الخاص به أثارت الكثير من التساؤلات، رغم حديثه عن “روابط عاطفية قوية”، حيث يرى متابعون للقضية أنها مناورة لحماية أصوله في حالة حدوث خلافات عائلية.
ومن المؤكد أن التوترات كانت ستضع بويش في مواجهة أفراد آخرين من عائلته، خاصة في سياق الاستحواذ الجزئي على “هيرميس” من قبل عملاق السلع الفاخرة LVMH.
كما تثير قضية بويش أيضًا تساؤلات حول قانون التبني السويسري، الذي يسمح، في ظل ظروف معينة، بتبني البالغين.
بداية القصة
وقبل أشهر، كانت صحيفة “لا تريبيون دي جنيف” السويسرية اليومية قد ذكرت أن الثري نيكولا بويش، أحد ورثة دار التصميم الفرنسية الفاخرة هيرميس، يخطط لتوريث ثروته لبستاني مغربي سابق كان يعمل في مزرعته بالمغرب.
وكان بويش قد أعلن في أكتوبر 2022 عن نيته تبني البستاني، الذي يبلغ من العمر 51 عاماً، من أجل تمكينه من الاستفادة من نصف ثروته، وهو ما يعني أن العامل المغربي قد يحصل على ما يقارب 5 مليار دولار.
وفي رسالة مؤرخة في أكتوبر 2022، دعا نيكولا بوش المحامي إلى “ترتيب وضع خلافته” وبدء عملية التبني، التي “لا تزال جارية”.
وقد نشأ االبستاني المغربي السابق في أسرة فقيرة، وعمل في مزرعة بوش في المغرب لمدة 20 عاماً.
ويعد الثري السويسري أكبر مساهم فردي في هيرميس، حيث يمتلك حصة تتراوح بين 5% و6%، وهو عازب وليس لديه أطفال.
