موسم اسود ينتظر الطلبة في المغرب؟

14 أكتوبر 2024آخر تحديث :
موسم اسود ينتظر الطلبة في المغرب؟

مع بداية كل سنة دراسية يشتكي الطلبة من “هزالة” مبالغ المنحة التي يتوصلون بها كل ثلاثة أشهر، لأنها لا تكفي لتغطية “ولو جزء صغير من المصاريف الدراسية”، ولا تساعد على توفير الظروف المناسبة للتحصيل الدراسي، وقد تساهم في تخلي طلبة نهائيا عن الدراسة.

وتعاني فئة كبير من الطلبة من ” أمام استمرار التضخم وارتفاع تكاليف العيش في وقت لم تبادر وزارة ميراوي إلى إعادة النظر في مبالغ المنحة التي أضحت لا بعيدة عن سد بعض الاحتياجات الأساسية للطلبة.

محمد، طالب يدرس في معهد في الرباط وينحدر من مدينة أكادير، أكد أن المنحة التي تقسم على ثلاث دفعات، يجب أن يرفع من قيمتها وتعطى كل شهر”، مضيفا أن “المبلغ الذي يعطى لنا لا يغطي حتى خمسين بالمئة من المصاريف كل شهر”.

وأورد الطالب ذاته “حاليا حتى الموظفون يعانون جراء ارتفاع أسعار المواد الأساسية وسومة كراء المنازل، فالطلبة لا يعطون كل وقتهم للدراسة لأنهم يفكرون في كيفية ادخار المال الكافي لتوفير الحاجات الأساسية”، مشددا على أنه “اضطررت للعمل في بعض الأشهر لكي أوفر المال لكي أكمل دراستي”.

طالب آخر، طلب عدم ذكر اسمه، أكد أن “مبلغ المنحة هزيل وغير كاف ولا يغطي جزءا صغيرا من المصاريف”، مضيفا “في بداية كل عام نضطر إلى شراء مستلزمات السكن والدراسة، إضافة إلى التنقل، خصوصا الطلبة الذين يسكنون بعيدا عن المدينة التي يدرسون بها”، مشيرا إلى أن “ضعف هذه المبالغ تؤدي ببعض الطلبة إلى التخلي نهائيا عن الدراسة”.

وأضاف المتحدث ذاته “مبلغ المنحة لا يغطي مصاريف الكراء، فمثلا في الرباط الطلبة يعانون من ارتفاع أثمان الكراء ويضطرون إلى اللجوء إلى السكن في مجموعات للاقتصاد في المصاريف”، مشيرا إلى أن “مبلغ ألف وتسعمئة درهم التي يعطى للطلبة كل ثلاثة أشهر غير كاف، والطلبة ينفقون أكثر من هذا المبلغ في الشهر زد على ذلك الأوضاع الاقتصادية الحالية التي عمقت أزمتنا”.

وأكد المصدر ذاته أن “هزالة هذه المبالغ المحصل عليها يؤثر على التحصيل الدراسي للطلبة، فالطالب يجب أن يركز على دراسته لا على ما سيأكله ويصرفه طيلة مدة الدراسة”، مؤكدا أن “المنحة لا تمكن الطالب من المشاركة في بعض الأنشطة التي تساهم في تكوين شخصيته واكتساب المهارات الحياتية”.

وسجل الطالب ذاته أن “أغلب الطلاب الجدد في السنة الأولى، سواء في سلك الإجازة أو الماستر، لا تصلهم المنحة في وقتها المحدد، وفي بعض المرات يجمعونها لهم في آخر السنة وهذا أمر غير مقبول ويسبب المشاكل للطلة الذين ينتمون إلى أسر معوزة”.

وطالب المتحدث “بالزيادة في قيمة هذه المنحة بألف درهم على الأقل لكي تكفل العيش الكريم للطالب وتوفر له الظروف المناسبة للتحصيل الدراسي”، مشددا على أن “المنحة الكافية يمكن لها أن تساعد في إنتاج شباب مسؤول ومتمدرس”.

وزير التعليم العالي، عبد اللطيف ميراوي، في جواب سابق له عن أسئلة شفوية بمجلس النواب، أكد أن وزارته رفعت عدد المنح بمقدار 20 ألف منحة إضافية، ليبلغ عدد الممنوحين 421 ألف منحة في 2023، مقابل 401 ألف منحة سنة 2022، و385 ألف منحة في سنة 2021″.

وشدد الوزير على أن نسب تغطية المنحة على الصعيد الوطني تصل حاليا إلى معدل 76 في المئة من مجموع الطلبات المقدمة، وتصل ببعض المناطق إلى 100 في المئة.

وأفاد الوزير بأن هناك مشاورات على صعيد الجهات لإحداث صندوق لدعم الشباب الجامعي، مثل ما حدث في السكن، وفق تعبير المسؤول الحكومي، مؤكدا أن المشكل مجتمعي يتطلب تضافر جهود الجميع.

ورفض ميراوي مطالب البرلمان لتعميم المنح الجامعية على كافة أقاليم المملكة، معتبرا أن هذا الأمر يحتاج إلى تفكير جماعي من كافة الجوانب، وأنه “شخصيا غير متفق مع تعميم المنح على جميع الطلبة”.

وعلل المسؤول الحكومي موقفه بالقول: “ينبغي التفكير في تعميم المنح الجامعية على الشباب المنحدرين من وضع هشّ”، مضيفا “أما أبنائي أو أبناء الميسورين فهم لا يستحقون الاستفادة من المنحة”.

وسجل وزير التعليم العالي، أن تعميم المنح على مليون و240 ألف طالب “غير ممكن نهائيا ولا ينبغي أن نسير في هذا الاتجاه بل يتعين استهداف الأسر المعوزة والهشة من أجل توسيع استفادتهم من المنح الجامعية”، مشيرا إلى أنه “ربما يتعين أن نفكر في تقديم دعم إضافي لمساعدتهم على الدراسة لأن المنحة لوحدها غير كافية”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق