لم تكن كواليس انعقاد المجلس الحكومي، اليوم الخميس، عادية كما جرت العادة. فإلى جانب النقاشات المألوفة التي تجمع عادة أعضاء الحكومة قبل أو بعد انعقاد المجلس الحكومي، كانت هناك نقطة تتعلق بغضب أخنوش من نزار بركة.
تقول مصادر عليمة إن أخنوش عبر لبعض مقربيه عن انزعاجه من تصريحات نزار بركة حول غلاء الأسعار، واصفا إياها بـ”الضرب تحت الحزام”، فيما لم تخف مصادرنا أن الأغلبية تجتاز منذ أسابيع إحدى أصعب فتراتها.
وتابعت مصادرنا موضحة بأن أخنوش لم يتواصل في الموضوع مع بركة، لكن يبدو أن الأمور تتجه نحو مزيد من الاصطدام، خاصة بعد فشل اجتماع زعماء الأغلبية في تطويق حمى التصريحات المؤطرة بانتخابات 2026.
أكثر من ذلك، فهناك إحساس لدى قيادات الأحرار بأن الاستقلال و”البام” يوجدان على قلب رجل واحد، وهو ما أكدته تصريحات الوزيرة ليلى بنعلي التي عبرت عن مساندتها لنزار بركة، معتبرة أن حزبها لا يختلف مع هذه التصريحات.
ورغم محاولات بعض المقربين من أخنوش التقليل من حدة هذه الخلافات، واعتبارها مجرد تدافع انتخابي طبيعي في سنة انتخابية بامتياز، إلا أن الكواليس تكشف عن أبعاد أعمق تتجاوز مجرد المنافسة السياسية.
اتهامات بتوظيف المشاريع لخدمة الحسابات الانتخابية
وفق مصادر خاصة فإن اللقاء الجماهيري الذي عقده نزار بركة، بصفته وزيرًا للتجهيز والماء، بإقليم الحوز لمناقشة أزمة الإجهاد المائي لم يكن سوى “الشجرة التي تخفي الغابة”. وتشير المعطيات إلى أن بعض الأصوات داخل الأغلبية تتهم بركة بتوجيه مشاريع وزارته نحو الأقاليم التي تشكل معاقل انتخابية لحزب الاستقلال، مقابل تهميش مناطق أخرى ذات تأثير انتخابي أقل للحزب.
وفي هذا السياق، كشفت المصادر أن بركة أطلق خلال أقل من شهر مشاريع طرقية ومائية كبرى، كان أبرزها في إقليم العرائش، حيث يتمتع الحزب بقاعدة انتخابية قوية، وذلك في 17 يناير الماضي. كما انتقل بعدها، في 31 من الشهر نفسه، إلى مدينة العيون، حيث ترأس أشغال المجلس الإداري لوكالة الحوض المائي للساقية الحمراء ووادي الذهب، وتفقد مشاريع طرقية بجهة العيون الساقية الحمراء، التي يسيطر على جماعاتها الاستقلالي البارز حمدي ولد الرشيد.
مقاطعة مراكش والحوز.. رسالة سياسية من أخنوش؟
إقرأ ايضاً
في المقابل، أفادت مصادر مطلعة بأن عزيز أخنوش أصدر تعليمات صارمة لأعضاء حزبه في مراكش والحوز بعدم حضور اللقاء الذي عقده بركة في الحوز، خاصة بعدما استغل الأخير المناسبة لتوجيه انتقادات حادة للحكومة، متبنيًا خطابًا بدا أقرب إلى مواقف المعارضة منه إلى نهج التحالف الحكومي.
وأمام هذه المقاطعة، اضطر حزب الاستقلال إلى تعبئة أعضائه وفروعه في المنطقة لضمان حشد الحضور وعدم ترك بركة يواجه قاعة شبه فارغة، ما يعكس بوضوح التوتر المتصاعد بين مكونات الأغلبية.
تصعيد في الخطاب واتهامات ضمنية
ويبدو أن الصراع بين الطرفين لم يعد خافيًا، إذ لوحظ تصعيد في لهجة نزار بركة خلال الأسابيع الأخيرة، خصوصًا فيما يتعلق بملف غلاء المعيشة وارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء، وهو أحد الملفات الحساسة التي تواجه بشأنها الحكومة انتقادات متزايدة. كما أن مؤشرات تصدع الأغلبية برزت مؤخرًا عبر تبادل الانتقادات بين قياداتها، ما يثير تساؤلات حول مدى تماسك التحالف الحكومي مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية.
وفي هذا السياق، قال بركة خلال لقاء حزبي بالعرائش: “الالتزام داخل التحالف الحكومي لا يعفينا من الاصطفاف مع المواطنين والترافع عن قضاياهم. ومهمتنا كحزب وطني أن نكون صوت الشعب داخل هذه الحكومة.”
تصريحٌ يعكس بوضوح توجهًا جديدًا داخل حزب الاستقلال، قد يضع الأغلبية الحكومية أمام اختبارات صعبة في الأشهر المقبلة، وفق ما تؤكده مصادر .

اين كان البركة خلال 4 سنوات من تعيين الحكومة او ان الغلاء طرا فجأة كنا سنقول بأن حزب الاستقلال مع المغاربة لو ان الغلاء ضهر مند شهر تستغلون الناس الضعفاء بهاد التصريحات