كادت منطقة “ليروشي” الساحرة برأس الماء أن تشهد مأساة، عندما تعرّض شابان في العشرينيات من العمر لحادثة غرق أثناء السباحة في منطقة غير خاضعة للرقابة. الحادثة التي وقعت في غفلة من أعين الحراس بسبب غياب فرق الإنقاذ، أثارت قلقاً كبيراً بين مرتادي الشواطئ.
وفقاً لما أفادت به مصادر محلية، ارتكب الشابان خطأً شائعاً لكنه خطير، بالسباحة في مياه مضطربة دون الالتفات إلى مخاطر غياب الحراسة. وما زاد الوضع سوءاً هو تعرضهما لجرفٍ عنيف من قِبل تيارات بحرية قوية نحو عرض البحر، مما جعلهما في مواجهة خطر حقيقي. لحسن الحظ، وقفت شجاعة بعض المصطافين بجانبهما عندما استجابوا لصرخات الاستغاثة وأبلغوا السلطات دون تأخير.
تدخل رجال الوقاية المدنية بسرعة نموذجية، وتمكنوا من إنقاذ الشابين وسحبهما إلى بر الأمان رغم حالتهما الحرجة. وبعد تقديم الإسعافات الأولية بشكل ميداني، نقلا إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم حيث استقرت حالتهما لاحقاً، لتنتهي الحادثة بمشهد يبعث على الارتياح لكنه يحمل الكثير من الدروس.
هذه الواقعة أضاءت مجدداً على المشكلة المتكررة لغياب الرقابة في بعض الشواطئ خارج الموسم الصيفي الرسمي. الحادثة دعت الكثيرين إلى المطالبة بضرورة تعزيز التوعية بمخاطر السباحة في أماكن غير آمنة، بالإضافة إلى دراسة إمكانية توفير الحد الأدنى من الحراسة طوال العام، خاصة في المواقع التي تشهد إقبالاً كبيراً مثل شاطئ “ليروشي”.
إقرأ ايضاً
يُذكر أن هذا الشاطئ الجميل يُعد واحداً من أكثر الوجهات المفضلة للشباب، لكنه للأسف بات يُعرف بتكرار مثل هذه الحوادث القاتلة، خاصة خلال فترات ما قبل بدء الموسم الصيفي الرسمي. علماً أن أعمال الإنقاذ والحراسة في الشواطئ المغربية لا تنطلق إلا اعتباراً من الأول من مايو وتستمر حتى منتصف سبتمبر، مما يجعل شاطئ “ليروشي” وغيره من الأماكن التي تغيب عنها الرقابة على مدار السنة عرضة لهذه المآسي.
يبقى السؤال هنا: كيف يمكن تحقيق توازن بين الاستمتاع بجمال الطبيعة الساحلية وضمان سلامة المصطافين؟ ربما الإجابة تكمن في التعاون بين الجهات المعنية والمجتمع المحلي لتعزيز التوعية والسلامة العامة على مدار العام.
